-
/ عربي / USD
قالت العرب قديماً المكتوب يعرف من عنوانه و "يا صاحبي السجن" عنوان يسير على الخط الفاصل بين السلطة والناس، أو بين الجلاد والضحية، ليمنح اللحظة الكتابية روحها، هي لحظة الكشف حين تكون الكتابة مشروعاً صادقاً تعكس العلاقة الملتبسة بين السلطة والمثقف في بلاده.
وفي هذا العمل يكتب "أيمن العتوم" عن تجربة حية عاشها في السجن، أغلب صفحاتها تدور حول مذكراته في مرحلة سجنه لأكثر من أربعة عشر عاماً. يقول " ... أنا شاعر بسيط يحاول أن يبتلع آلة الزمن ليرجع بذاكرته إلى الوراء قليلا فيكتب ما غيبته سجون الأيام والسنين ... لكن ألف صارخة في الطريق تعول وتصيح، ليس لأنها ثكلى، ولكنها تفعل ذلك لكي لا تمنحني الطمأنينة والسكينة التين بهما أكون قادراً على استصفاء مجاري النبع في مخيلتي فأكتب بأمانة، أو قل بدقة معقولة ..."
وفي ظل هذا الواقع القاسي، يلوذ المثقف في بلاد العرب بالذكريات ويعكف بقلمه على ذاكرته. يسجل أشجانه، حيث ينطوي على مأساته، وينسج خيوط الحكاية وعيد نسجها، " ... ويغوص في الماضي بتؤدة من أجل أن يكون أمنيا ... لأن التاريخ شاهد ولن يرحم المزايدين، ولن يغفر للكذبة .." ها هو يحاول ما استطاع أن يكون ذلك الذي توقف عنده الزمن خارج الحياة وداخل قضبان السجن في تلك الحقبة من حياته ...
يقول العتوم في ختام الرواية ... ها أنذا أخرج من السجن لأعود إليك هامة لم تنكسر امام الرياح، ولم تنحن أمام الأعاصير:
خرجنا من السجن شم الأنوف/ كما تخرج الأسد من غابها، نمر على شفرات السيوف/ ونأتي المنية من بابها، لتعلم أمتنا أننا/ ركبنا المنايا حناناً بها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد