ما حقيقة "العرق" في الجنس البشري؟ هل هناك، حقاً، أعراق بشرية وفوارق عرقية؟ هل التفاوت في المراحل الفكرية والاجتماعية، والسلوكية هو انعكاسات التكون... البنيوي لدى الفرد والجماعة، أم هو نتيجة شروط خارجية قاهرة، ناشئة عن أهواء غير إنسانية، تحولت مع التقادم إلى التفاوت حضاري؟...
ما حقيقة "العرق" في الجنس البشري؟ هل هناك، حقاً، أعراق بشرية وفوارق عرقية؟ هل التفاوت في المراحل الفكرية والاجتماعية، والسلوكية هو انعكاسات التكون... البنيوي لدى الفرد والجماعة، أم هو نتيجة شروط خارجية قاهرة، ناشئة عن أهواء غير إنسانية، تحولت مع التقادم إلى التفاوت حضاري؟ ما حقيقة الدور البشري في تكريس الفوارق الحضارية، وما المطلوب والمفروض إنسانياً لإذابة هذه الفوارق وإزالتها؟ أيهما أنفع للإنسانية وأجدى في تحسين مسيرتها بقاء الفوارق أم إزالتها، ترسيخ التفاوت أم طمسه.
هذه بعض الأسئلة التي يجيب عنها هذا الكتاب، وإجاباته ردود مفحمة، لأنها بحث عن مرتسمات الواقع بين متاهات الخيال، وهو، فوق ذلك، مبادرة صادقة، إنسانية المبتغى وحضارية الهدف.
إن هذا الكتاب سجل أخلاقي، تضمن آراء عدد كبي من العلماء (77 عالماً وبحاثة) طويلي الباع في حقول التقويمات التي اعتمدها المؤلف. وكلها من البحاثة الثقات الذين أوقفوا معظم سني حياتهم على دراسة الإنسان شكلاً ولوناً وسلوكاً ومزاجاً وكفاءة في الإنجاز، أو المختصين الذين لا يعرفون بما لا يعرفون، بل ينطقون عما تثبته التحاليل المخبرية، وتؤدي إليه التجارب العملية، وبمنطقه العقل الموضوعي... وهؤلاء ينطلقون باسم جنسيات متعددة ومذاهب متنوعة وعقائد متباينة وألوان مختلفة. وتأتي آراؤهم طرأ إجماعا رائعاً على وجوب تغليب إنسانية الإنسان من أجل رفع المستوى البشري ككل، إجماعا لم يصدر عن شفقة أو مزاجية أو أي هوى ذاتي، ولا عن فضول أو قحوم أو تطفلـ ولا عن ابتغاء منة أو دفع ظنة، بل عن قناعة وإقرار بوقائع تاريخية واجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية، مستشهدين عليها بحقائق علمية أثبتتها الخبرات والتجارب العملية، مفسرة فعل الطبيعة في التاريخ والجغرافية، وفعل التاريخ والجغرافية في المظهر البشري، مبرهنة على أن أخلاقية الدعوات-المساوية والأرضية-هي الأصداء الحقيقية لمحصلة مسيرة الطبيعة، والتناغم الموضوعي مع هذه المسيرة.