-
/ عربي / USD
تبدأ قصتنا في اليوم الذي جمع فيه قصي، الجد الرابع للنبي صلى الله عليه وسلم، ذرية إسماعيل، وأسكنهم حول البيت، في قلب الحرم، فكانت قبيلة قريش التي اكتسبت، إضافة إلى مزية أنها ذرية إسماعيل وإبراهيم، صفات جعلتها مقدسة عند العرب، فقد سمّت نفسها أهل الحرم، ثم أهلً الله، وبسبب البيت وعبادة الأصنام وتجارتها الدولية، أصبحت الأغنى والأثرى، وبسبب بقائها في الوادي حول الكعبة أصبحت الأقوى عدداً، وبسبب ما عقدته مع العرب، من إيلاف، كانت شخصيتها نافذة وإرادتها لا تُرد فكان لأفرادها حيالها عصبية هي من أعلى العصبيات فقد شيبت بالقداسة والإحترام البالغ.
وكان من قريش أوائل من أسلم، ولكنّ عصبيته لقريش بقيت كامنة في نفسه، اختلطت بالإسلام ولم يستطع طوال عهد الإسلام وما بعد وفاة النبيّ الفصل بين العصبية القبلية لقريش وإنتمائه إلى الدين الجديد بإستثناء الحزب الذي مثله رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن سمّيَ في تلك المرحلة المبكرة بشيعة علي، فقد اعتنقوا الإسلام بدون أن يكون مرهوناً في قلوبهم لنزعة العصبية.
وشكّل هؤلاء مع أولئك حزب المهاجرين الذي، مع أنه تآخى في المدينة مع بعضه البعض، إلا أنه كان يختزنُ تميُّزاً جوهرياً بين حزبين: حزب الإسلام الصافي وحزب الإسلام القرشي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد