من يستطيع أن يمحو من ذاكرته صورة ذلك الجنديّ الذي قيّدوا يديه إلى عربتين سارتا باتّجاهين مختلفين، كلّ واحدة أخذت حصّتها من لحمه وعظامه؟.. أيّة ذاك... رة ستنسى مطر الصواريخ والأجساد المحشورة في الملاجئ، الباحثة عن أمان حيث لا أمان، أو صورة الأطفال وهم يبحثون في حاويات القمامة...
من يستطيع أن يمحو من ذاكرته صورة ذلك الجنديّ الذي قيّدوا يديه إلى عربتين سارتا باتّجاهين مختلفين، كلّ واحدة أخذت حصّتها من لحمه وعظامه؟.. أيّة ذاك... رة ستنسى مطر الصواريخ والأجساد المحشورة في الملاجئ، الباحثة عن أمان حيث لا أمان، أو صورة الأطفال وهم يبحثون في حاويات القمامة من فضلات الطعام؟..
لا بدّ للذاكرة أن تقاوم عطبها... أن تبقى حيّة يقظة وتروي حكاية الجنديّ المخذول الجوعان المهان الذي هرب من جحيم المعارك سيراً على أقدام مدمّاة ليمرّ بأكداس العربات المحترقة والجثث المتفحّمة، فتلاحقه الكلاب الجوعى مثله لتأخذ حصّتها من لحمه الهزيل..