-
/ عربي / USD
"... وقبلتُها! صارت الأرض شعراً." أأسماء! ها أنت ذي تكتبين بثغرك شعراً" وقالت: ومن أي بحر؟! فقلت لها: "هو بحر الغرام، وبحر الهيام، وبحر الحمام"، وتذعر أسماء: "أي حمام؟!" فهل كنت، لحظتها، أتنبأ بالموت محترقاً؟ أم تراني كنت أمارس جلجلة الموت في شفتيها؟ أحبك حتى يمل سهيل بريقه، وحتى يمل الحمار نهيقه، وحتى يمل الغراب نعيقه" وتضحك أسماء: "أنت الغراب، وتنعق!.. أقول: "أحبك ما دام في القعر شوك، وما دام في سرة الطبي مسك، وما دام في شجر الضمغ صمغ، وما دام يسكت ظهر البعيد السنام".
في قصيدة "سحيم" استعاد القصيبي ملحمة شعرية رائعة من قلب الحكاية والأسطورة، وأعباد من خلالها، كتابة هذا الجدال الذي لا ينتهي بين ثنائيات العشق والمحرّم، الحرية والعبودية، كما وضع يده على قاع الروح البشرية في تقلباتها بين النقمة والانتقام. وبذلك أعاد القصيبي ذكرى "سحيم" وأحضره إلى ديوانه بعد أن كان راقداً بسلام في باطن الأرض حيث توارى جسده المعذب بالاحتراق سنة 35 من الهجرة، وذلك بسبب تغزله بنساء عشيرته بني "الحسحاس".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد