-
/ عربي / USD
الفرضية الأساسية، التي ينطلق منها هذا الكتاب، هي أن تفكيرنا في المجرّدات ليس مجرداً، بل هو مجسد من خلال التشبيهات والاستعارات والقصص والكنايات والنكات والأمثال (المجازات). بهذه المجازات نتخيل ونتوقع ونستنتج ونقرر ونفهم ونفسر ونفنع ونقتنع ونحاجج.
التفكير المجازي تفكير نسبي، إذ المجاز هو رؤية شيء من خلال شيء آخر، إي إنك لا يمكن أن ترى شيئاً إلا بنسبته إلى شيء آخر، والشيء الآخر لا يمكنه أن يريك إلا جانباً واحداً، فهو ليس مطلقاً بل محدود. الإنسان كائن منسوب العلاقة أو نسبي العلاقة، أي لا يكف عن تعدد نسبته إلى الأشياء، ينسب ذاته على المألوف ليفهم الغريب، وإلى المعروف ليعرف المجهول، وإلى الشاهد ليصل إلى الغائب، وغلى المشهور ليعرف الشاذ، وإلى الظاهر ليعرف الباطن، وإلى المكشوف ليعرف المستور، ومن ثم فالإنسان يتوقع ويفهم ويفسر ويقرر ويتخيل ويستبصر ويستنتج ويتأمل عبر المجازات ونسبها، فالمجازات تمنحه القدرة على التصرف والتوسع والتخيل، ليشيد صورة مركبة لا مبسّطة لما يحدث في واقعه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد