محمود درويش شاعر على كبير عنى النقاد بشعره عناية فائقة، وأجروا حوله دراسات كثيرة، لكنهم لم يلتفتوا إلى نثره، فالحديث عن نثره يكاد يكون مغيباً عن ا... لساحة النقدية، مع أنه بدأ ينشر نتاجه النثري منذ عام 1971م، فصدر له في هذا العام كتاب: شيء عن الوطن ثم توالت كتبه النثرية بعد ذلك:...
محمود درويش شاعر على كبير عنى النقاد بشعره عناية فائقة، وأجروا حوله دراسات كثيرة، لكنهم لم يلتفتوا إلى نثره، فالحديث عن نثره يكاد يكون مغيباً عن ا... لساحة النقدية، مع أنه بدأ ينشر نتاجه النثري منذ عام 1971م، فصدر له في هذا العام كتاب: شيء عن الوطن ثم توالت كتبه النثرية بعد ذلك: يوميات الحزن العادي، ووداعاً أيتها الحرب، وداعاً أيها السلام، وذاكرة للنسيان، وفي وصف حالتنا، والرسائل المتبادلة بينه وبين سميح القاسم، وعابرون في كلام عابر، في الأعوام 1973 و1974 و1987 و1990 و1994 على التوالي.
تتمثل أهمية هذه الدراسة في أنها تمثل الأولى التي تتناول أعمال محمود درويش النثرية تناولاً متكاملاً وتحللها تحليلاً نقدياً، إذ لا يوجد دراسة سابقة خاصة بالحديث عن نثره، فالحديث عن نثره يكاد يكون مغيباً عن الساحة النقدية.
وقد اعتنت الباحثة في هذا الكتاب بدراسة الشكل والمضمون في نثر محمود درويش، فتوصلت إلى أن مضامين النثر عنده تقسم إلى ثلاثة مضامين رئيسية هي: الوطن والمنفى، والحرب والسلام، وصورة العربي والآخر، وإلى أن أعماله النثرية تنتمي إلى ثلاثة فنون أيضاً هي: فن المقالة، وفن السيرة الذاتية، وفن الرسالة.
وفي دراسة المضامين اهتمت الباحثة بدراسة تأثير المراحل الانتقالية في حياة درويش على مضامين نثره وهذه المراحل هي: خروجه من فلسطين في بداية السبعينات من القرن العشرين، وخروجه من بيروت في بداية الثمانينيات، وعودته إلى فلسطين في التسعينيات.
أما في دراسة الفنون فقد اهتمت الباحثة بالجانب التطبيقي فحللت نماذج من مقالاته ورسائله، ودرست فن السيرة الذاتية عنده ممثلاً في كتابيه: يوميات الحزن العادي، وذاكرة للنسيان.