-
/ عربي / USD
في جديده الشعري "يأس نوح" يحرص الشاعر السوري نوري الجرّاح على نقل المعاني العميقة في الحياة إلى مشهده الشعري، وبالأخص المشهد السوري الجريح، فالنص يقع في المنطقة الساخنة للقول الشعري ويقيم صلة واقعية مع المتلقي، وإذكاء المعاني في مستوياتها الحسية والذهنية والعاطفية والإنسانية عموماً، وكل ذلك يتمظهر في قوالب ساخرة وناقدة مريرة حيناً ونداءات حياتية تاريخية ضاجة بالمعاني الكبيرة وأسئلتها الأزلية حيناً آخر في "الأيام السبعة" يقول الشاعر: "دم من هذا الذي يجري في قصيدتك أيها الشاعر؟، عمياءُ قصيدتك، وصوتك أعمى، لكن الهواء يهدهدُ السهل، والعشب يهمسُ للقتيل، القمحُ يتطاولُ، ليرى، ارتجاف الهضبة، عُنقُ الحاص جرحُ المحراث، من خاصة الفرات إلى مغارة الدم في كتف قاسيون" إن الشاعر هنا لا يقدم خطاباً متمرداً وحسب، بل ينفتح على المجهول القادم، ويمسك بلحظة الشعر الغائبة، فالنص عنده يمتلك قوة الإشارة والاجتراح والتوليد، فتوثيق حادثة ما في صيغتها التراجيدية المريرة، وتعالق عنصري السخرية والمفارقة، يدفع بالجوهر الشعري إلى فضاء المعنى وهو ما نلمحه من باطنية لغة الشاعر وفي توصيفها للحالة السورية وعبثيتها، يعني أن الشاعر يدفع بجملته الشعرية والأشياء والموجودات بما فيها الإنسان نحو التحرر من عبوديتها، وهكذا جاءت قصيدة "يأس نوح" لتتنبأ للغزاة الجدد بالأفول مع المغيب، كما قدموا من ظلمة ما. "كم ألف عام سيجيء بالمغول والتتار، وبالمراثي بعد كسرى وبالصليبْ، والغزاةُ يختفون وراء أقنعة الخؤولة والعمومة والنسيبْ، نزل الغزاةُ من المغِيبْ، شأن الشآميات أن يحملن أزهاراً إلى سفح النشيد".
يضم الكتاب ثلاث مجموعات شعرية هي "يأس نوح (2013-2014)"، "الأيام السبعة (2011-2012)"، "أكتب قلبي: تنويمة لأجل طفل (2014)".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد