-
/ عربي / USD
بين حاجة جبرا إبراهيم جبرا للتنوّع الّذي تعزّز فيه الكلمة اللون، ويعزّز فيه اللون الكلمة، وبين نظرة الآخرين له كمجدّد ونظرته لنفسه أيضاً، أكثر من خيط، إذ إنّ الضرورتين تلتقيان.. تتقاطعان حيناً وتنفصلان وقد تتوازيان أحياناً، كما تتوازى الحريّة مع الواجب؛ لكنّهما في الحقيقة فعلان شكّلا في النهاية صورة جبرا الذي نعرفه.
ولعلّ من الأشياء الملفتة في تجربته، حين ننظر إليها اليوم، أنّ هناك اتّفاقاً على أنّه المحرّك الفعليّ لمسيرة الحداثة في العراق، هذه الحداثة التي ما لبثت أن مارست تأثيرها في بقيّة العالم العربيّ.
لقد قدّم جبرا إبراهيم جبرا كلّ ما قدّمه وعينه على ذلك الإرث الحضاريّ الكبير لتنوّع الثقافة العربيّة وغناها؛ وكان على الدوام من المؤمنين بأنّ الفنون يكمل بعضها بعضاً، ويعزّز بعضها بعضاً، ويأخذ بعضها بيد بعض نحو ما هو أجمل وأعمق.
وهكذا كانت روحه ممتلئة بالفنّ بصورة كاملة، وكذلك بالشعر وبالرواية وبالقصّة وبالنقد أيضاً. ولعلّ جبرا نفسه كان ممتلئاً بفكرة تقديم جديد في كلّ شيء؛ يتحدّى ويريد أن يكون قدوة لكلّ من حوله. ولذا عاش مسكوناً بفكرة هذا (التكامل) الذي يفيض طامحاً لبلوغ حدود (الكمال).
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد