يبرز في هذه المجموعة صوت المرأة التي تحلم بامرأة أخرى أكثر انعتاقاً وخصباً، المرأة التي تلتصق برجل لتشكل معه (مندالاً) مشروخة تدور حول شرخها الكبي... ر المرعب، ولا يسفر دورانها إلا عن ذلك الإحساس العميق بالضياع والتبعثر. إن العالم هنا يضيق ويتسع وينمو داخل ذلك الشرخ القائم...
يبرز في هذه المجموعة صوت المرأة التي تحلم بامرأة أخرى أكثر انعتاقاً وخصباً، المرأة التي تلتصق برجل لتشكل معه (مندالاً) مشروخة تدور حول شرخها الكبي... ر المرعب، ولا يسفر دورانها إلا عن ذلك الإحساس العميق بالضياع والتبعثر.
إن العالم هنا يضيق ويتسع وينمو داخل ذلك الشرخ القائم بين الأنثى وذكرها، وبحسب حركته بعداً وقرباً، ولكن سهير الداوود ليست معنية عبر نصوصها بمسألة العالم وشرخه الكبير، بل هي معنية بالانغماس فيه وتذوقه لذا نجد في نصوصها هذه الحرارة الحسية، التي تتوفر عادة في النصوص الحية، وتخلق لدى المتلقي موقعها السري.
ولأن العلاقة هنا بين الذات المؤنثة وبين العالم ليست علاقة مساءلة، فإن الذات تبدو محتفظة ببراءتها وعفويتها إلى حد كبير. إن الرجل هنا ليس مسؤولاًً عن الخراب إلا بقدر مسؤوليتها هي عنه، لذا فهو- على الرغم من ذلك-حبيب دائماً، ولذا فإن الذات المؤنثة هنا هي التي تتغزل وتجعل الرجل موضوعاُ لها، هذا الغزل المعكوس يضع المرأة في مواجهة تاريخها، ويوصلها إلى ذاتها الحرة، التي لا تعبأ إلا بتشكلها العفوي الحر.
إن عفوية النص هنا ليست مجرد مظهر من مظاهر النص الخارجية، بل هي زاوية رؤية تضيء على الذات بقدر ما تضيء على نصها، إنها عفوية ثمينة تدلنا على كل ما هو طفولي فينا وفي الأشياء. بهذه اللغة التي لا تدعي ولا تمد لنفسها ظلالات بعيدة، تتشكل نصوص هذه المجموعة، بهدوء يحرك النفس ويعلم عليها.
زهير أبو شايب