يعكس هذا الكتاب الآراء والدراسات والمناقشات التي دارت في الندوة المنعقدة في أوسلو بين 31 مارس/آذار و2 أبريل من عام 1980 والتي كان موضوعها توافق ال... آراء، كما يعكس في الوقت نفسه ما لهذا الموضوع من أهمية وما يحظى به من اهتمام في الوقت الراهن. فقد درس من المنظور الجدلي لإقامة نظام...
يعكس هذا الكتاب الآراء والدراسات والمناقشات التي دارت في الندوة المنعقدة في أوسلو بين 31 مارس/آذار و2 أبريل من عام 1980 والتي كان موضوعها توافق ال... آراء، كما يعكس في الوقت نفسه ما لهذا الموضوع من أهمية وما يحظى به من اهتمام في الوقت الراهن. فقد درس من المنظور الجدلي لإقامة نظام عالمي جديد كشرط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بفضل تسوية "تضارب المصالح والآراء" (الذي لا بد وأن يظهر أثناء عملية تحرر أولئك أو هؤلاء) عن طريق التشاور والتفاوض، وكلاهما أساسي بالنسبة إلى توافق الآراء.
ويبدأ الكتاب بنص محاضرة السيد أحمد مختار أمبو المدير العام لليونسكو التي ألقاها عن الموضوع ذاته في الأكاديمية الدبلوماسية الدولية في باريس، وتبين آراء المدير العام بوضوح عمق التأصل الثقافي لمفهوم توافق الآراء حين يؤكد: "(...) أن من المألوف عند نشوب نزاع في المجتمعات التقليدية التي ترعرعت فيها أن يشارك جميع المعنيين في مناقشته، فيعرض كل منهم وجهة نظره ويحاول إقناع الآخرين بها، حتى يتم التوصل تدريجياً إلى حل يقبله الجميع".
ويعد هذا الكتاب تكملة منطقية للمؤلف الذي أصدرته اليونسكو وعنوانه "حرب أم سلام". وإن إمعان النظر فيما ينطوي عليه "توافق الآراء والسلام" من آمال كبار ليكفل بذل المزيد من الجهد لاستكشاف المسالك المؤدية إلى الشطر الثاني من (السلام) من المؤلف المذكور على حساب ضجيج الشطر الأول وأخطاره (الحرب)، إذ إن الحرب تهدد بالانفجار أكثر من أي وقت مضى في الظروف الدولية الراهنة البالغة التوتر.
والواقع أن السلام يبنى أولاً في "عقول البشر" وهو كذلك يبنى في "قلوب البشر" كما تبين الدراسات المنشورة في هذا الكتاب، إذ ينبغي أن يوضع فن توافق الآراء ومناهجه في خدمة الحوار البناء والسلمي بين جميع البشر.