-
/ عربي / USD
يعتبر المؤلف أحد قلائل بين الصحافيين والكتاب العرب المهتمين بالشأن السوداني على مدى ثلاثة عقود. ولم تقتصر المتابعة على رصد هذه الأحوال من بعيد، وإ... نما عايشها ميدانياً، وكان المؤلف من الأوائل الذين أمضوا في الستينات بضعة أسابيع في جنوب السودان، النقطة التي هي في استمرار الأكثر سخونة في العهود المدنية والعسكرية التي تعاقبت وتتعاقب على الحكم في السودان والتي بسببها لا تستقر أحوال السودان ويتكاثر التدخل في شؤونه.
وإلى ذلك فقد بنى المؤلف، في سنوات اهتمامه بالسودان ومتابعته الدؤوبة للتطورات فيه، علاقة متوازنة جعلته موضع ثقة كل أطراف النزاعات. وبفضل هذه الثقة أمكنه أن يكون مطلعاً على حقائق ووثائق ومعلومات بالغة الأهمية. وفي مرات كثيرة كان أهل النزاعات في السودان يستحسنون سماع آرائه وتحليلاته وتقييماته، وكان بعضهم عند الضرورة يرتاح إلى مساعيه ومحاولاته في تقريب وجهات النظر.
ولقد عرف السودانيون الكاتب فؤاد مطر أميناً وموضوعياً من خلال كتابه الأول عن السودان في بداية السبعينات، وهو بعنوان "الحزب الشيوعي السوداني.. نحروه أم انتحر؟" وقبل وبعد ذلك من خلال كتاباته وتحليلاته في صحف ومجلات "النهار" في لبنان و"النهار العربي والدولي" و"المستقبل" في باريس و"التضامن" و"الشرق الأوسط" و"المجلة" في لندن.
ومثلما أن كتابه عن مأساة الحزب الشيوعي كان متميزاً بما حواه من معلومات ووثائق فإنه في كتابه هذا جاء متميزاً بتناوله لإحدى أهم المراحل في التاريخ السياسية الحديث للسودان، ونعني بها محاولة المصالحة الوطنية الأولى التي انتكسوها... أم انتكست؟
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد