-
/ عربي / USD
إنها تلك الومضات الطفولية التي تستقر في حضن ذاكرته يحركها فتفتح على سيرورة أحداث لها مالها من الأبعاد في مشوار حياته جبرا إبراهيم جبرا، سجلها على صفحات "البئر الأولى" وما سجله هو شخصي بحت. وطفولي بحت، ومقتربه منه يتركز على الذات إذ يتزايد انتباهها، ويتصاعد إدراكها، ويعمق حسها، ولا تنتهي حيرتها. ولئلا ينزلق إلى التاريخ العائلي بتفرعاته (وفي ذلك ما فيه من الإغراء) آثر الكاتب الاستمرار باستقصاء كينونة واحدة تتنامى مع الأيام وعيأ ومعرفة وعاطفة، تحيا براءتها، وتتشبث بهاء والبراءة تزايلها، وهي طبعا جزء من محيطها أنها بعض تلك البيوت والأشجار والوديان والتلال، بعض الشموس والأمطار والوجوه والأصوات التي بها تحيا، وبها تكتشف القيم والأخلاق. وتكتشف الجمال والقبح والفرح والبؤس جميعا، ولعل الكاتب عن قصد أو غير قصده جعل من الذات والمحيط أحيانا موضوعين متبادلين، في الواحد انعكاس للأخر. بل وتجسيد رمزي له أحيان ولأنه في زوال مستمر مع الزمن، فكانت محاولته هذه في وضعه يده عليه ليأسره في شبه من الكلمات. لئلا يقبع بالمرة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد