يمتد التاريخ... وتتغير الدول... وتتبدل النظم... وتتعاقب الحضارات... لكن المخاطر والتحديات التي يفرضها الأعداء على أمتنا باقية، لا تنتهي!... بلب إن... تربصهم يتزايد، وشراستهم في الصراع ضدنا تتجاوز الحدود؟!...

وسواء أكان الميدان: فكر غازياً.. أو جيوشاً زاحفة.. أو نهباً اقتصادياً.. أو سحقاً قومياً لسماتنا وقسماتنا.. فإن الخيط متصل، والمعركة واحدة... معركة الصراع الحضاري الذي يخوضه "العرب-والمسلمون" ضد أعدائهم التاريخيين، أولئك الذين يريدون أن يسلبوا أمتنا ما هو أكثر من الأرض والثروة، أملاً في احتوائنا حضارياً، كي يدوم القهر ويتأبد الاستغلال!...

وإذا كان "الوعي" بطبيعة هذا الصراع الحضاري وأبعاده وميادينه، وهو الشرط الأول والضروري لانتصار أمتنا على أعدائها، اليوم.. وغداً... فإن الإدراك الواعي لجذور هذا الصراع، في تاريخنا، وفكرنا، وحضارتنا، هو واحد من أمضى أسلحة أجيالنا الحاضرة والمستقبلة، التي لا غنى عنها في هذا الصراع...

وتلك هي المهمة التي ينهض بها هذا الكتاب، عندما يكشف للعقل العربي كيف أن "التحديات" المعاصرة هي: تحديات لها تاريخ؟!...