يقول الفيلسوف اليوناني هرقليطس: نحن لا نستحمّ في ماء النهر الواحد مرتين لأنّ مياهاً جديدة تجري من حولنا دائماُ. نعم، كل الأشياء كمن حولنا ت... تغير، رضينا أم أبينا. وكل شيء مآله التغير سلباً أو إيجاباً. فإذا كان التغيّر مسألة حتمية في هذا الكون ولا مناص منه في كل لحظة من لحظات...
يقول الفيلسوف اليوناني هرقليطس: نحن لا نستحمّ في ماء النهر الواحد مرتين لأنّ مياهاً جديدة تجري من حولنا دائماُ.
نعم، كل الأشياء كمن حولنا ت... تغير، رضينا أم أبينا. وكل شيء مآله التغير سلباً أو إيجاباً.
فإذا كان التغيّر مسألة حتمية في هذا الكون ولا مناص منه في كل لحظة من لحظات الحياة، فليطن موجهاً لما يخدم مصلحة الناس، بدلاً من تركه يسير بلا قيود أو ضوابط، كمياه الفيضانات إذا تركت تتدفق على وجهها فإنها تعيث فساداً وتأتي على كل ما يعترض طريقها تدميراً وتخريباً، وإذا شقّت لها القنوات نحو البساتين والحقول والسدود، فإنها تغدو مصدر خير ونفع وبركة.
والثقافة أضمن وسيلة من وسائل التغيير الإيجابي، وأكثرها مقدرة على تحويل مسارات التغيّر نحو مصلحة الكون الإنسانية، لأن الثقافة ضمير الناس وجوهر وجودهم مثلما هي الأساس الثابت الراسخ لأشكال التنمية والتطور كافة.
والمثقفون هم عقل الأمة وقادة التغيير الحقيقي الذي يأخذ بالأمم إلى بر الأمان وصحائف الخلود والبقاء، وتقع على عاتقهم مسؤولية عظمى إزاء الكون والناس والأمة.
ويشتمل هذا الكتاب-كتاب المثقف والتغيير: قراءات في المشهد الثقافي المعاصر على عدد من الدراسات والمحاضرات ينتظمها جميعاً فضاء الثقافة والمثقفين، وتحمل أسئلة كثيرة مثل سؤال رسالة الثقافة ودور المثقفين وسؤال المثقف والسلطة وسؤال الحوار مع الآخر وغيرها.
وتقترح هذه المحاضرات والدراسات جملة من الآليات والوسائل لضمان توسيع رقعة المستفيدين من العمل الثقافي وتعزيز دور المؤسسات الثقافية.
كما يشتمل الكتاب على محاولة لتسليط الضوء على الواقع الثقافي في الأردن ورصد البنى والمؤسسات الثقافية فيه.