هل استمرار الهيمنة الأمريكية أمر مضمون ومؤكد كما يدّعي المتملقون وبعض المراقبين السذّج والمستسلمين؟ هل حقاً أمريكا ذات الـ240 مليون نسمة-وه... ي نسبة لا تتعدى 4% من تعداد البشرية آيلة للانخفاض مستقبلاً-ستحكم العالم إلى الأبد؟ يبدو أنه لا يوجد أي سبب للتفكير بهذه الطريقة. إن...
هل استمرار الهيمنة الأمريكية أمر مضمون ومؤكد كما يدّعي المتملقون وبعض المراقبين السذّج والمستسلمين؟
هل حقاً أمريكا ذات الـ240 مليون نسمة-وه... ي نسبة لا تتعدى 4% من تعداد البشرية آيلة للانخفاض مستقبلاً-ستحكم العالم إلى الأبد؟
يبدو أنه لا يوجد أي سبب للتفكير بهذه الطريقة. إن سقوط جدار برلين لا يعني نهاية التاريخ، فالصين عاكفة على استعادة قوتها ومجدها القديم، وأوروبا عازمة هي أيضاً على أن تسترد مكانتها وموقعها، وثمة روسيا التي ستبعث من جديد، واليابان الآخذة في التحرر، والهند التي تستيقظ. وفي كل مكان نجد أن رغبة المقاومة للهيمنة الأمريكية مؤكدة وملموسة، وبالإمكان التأكيد بأنها ستنتصر.
إن التاريخ يسير بسرعة، فبعد سبع سنوات فقط من انتهاء حرب الخليج الثانية، التي أعطت الانطباع بأنها كرست القوة الأمريكية، تراجعت أمريكا عن استخدام القوة العسكرية من جديد ضد العراق في شباط 1998، وفي هذه المرة، أوصل إليها كل أولئك، الذين رفضوا الانصياع لهيمنتها، رسالة هادئة ولكنها حازمة ومفادها: هذا يكفي!!
واتضح الآن، بعد أن حاولت أمريكا جرجرة العالم كله وراءها إلى حرب جديدة ضد العراق، أن ثمة من يستطيع أن يقول: لا، للنزوات الأمريكية، التي لا تلقي بالاً للعالم ولا للمنظمة الدولية. كما اتضّح أن رقعة الموالين لها آخذة في التآكل التدريجي.