يجول بنا الدكتور "ثروت عكاشة" من خلال هذه الموسوعة التي صدر منها حتى الآن سبعة أجزاء في مدارج الفن خلال الحضارات الإنسانية المتعاقبة، بادئاً بفن س... كان الكهوف في العصر الحجري القديم ومختتماً بفنون قرننا الحالي. وبين هذين الموقعين الحضاريين يتناول الفنون منذ كانت إلى يومنا...
يجول بنا الدكتور "ثروت عكاشة" من خلال هذه الموسوعة التي صدر منها حتى الآن سبعة أجزاء في مدارج الفن خلال الحضارات الإنسانية المتعاقبة، بادئاً بفن س... كان الكهوف في العصر الحجري القديم ومختتماً بفنون قرننا الحالي. وبين هذين الموقعين الحضاريين يتناول الفنون منذ كانت إلى يومنا هذا: الفن المصري، الفن العراقي، الفن الفارسي، الفن الإغريقي، الفن الروماني، الفن البيزنطي، الفن الإسلامي، فن العصور الوسطى، فن عصر النهضة، فن القرن السابع عشر وما بعده، إلى القرن المتم العشرين.
تضم هذا كله أجزاء تجمع إلى الحديث عن الأساليب الفنية في تسلسلها واتساقها الرسوم واللوحات المصورة التي تسجل النماذج المختلفة التي اختارها المؤلف لأهم آثار العمارة والنحت والتصوير. وجميع ما في هذه الموسوعة من صور ورسوم لم يكتف المؤلف فيها بما كتب عنها مصدراً بذلك عن أحاسيس غير فحسب فيكون معبراً كما عبروا، ولكنه عنى نفسه فزار معظم المتاحف والمراسم والمعارض والمعابد والمساجد والكنائس والمقابر والمناطق الأثرية والمسارح ودور الأوبرا، يقوده إلى تلك الزيارات حرص منه على أن يسجل عن رؤية فيكون صاحب رأي كما كان من سبقوه أصحاب رأي قد يختلف معهم وقد يتفق.
وهذا العرض الصادق الأمين نقرؤه في عبارة طلية مشوقة تطالعك بين فقراتها لوحات مصورة تنطق نطق العبارات ويجد فيها القارئ بياناً وافياً، وثمة زاد من مصطلحات فنية وجدت سبيلها إلى العربية على يد المؤلف في النحت والتصوير والزخرفة والنقش والعمارة والموسيقى والدراما.
ولقد حرص المؤلف على الرغم من تناوله موضوعات من العمق بمكان ألا يضفي عليها سمة التخصص، بل كان حريصاً على أن يكون قريباً ما أمكنه ذلك من جمهرة القراء.
وهذه الموسوعة، إنما هي عمل كبير اتسعت له سنوات طويلة، فقد بدأها المؤلف منذ عام 1963، وهي بلا شك جهد ضخم يضيفه المؤلف إلى مآثره المتمثلة في الإنجازات الثقافية الضخمة التي اضطلع بها والتي احتفلت بها مختلف الدوائر الحضارية في الداخل والخارج على السواء، حتى قرر مجلس أساتذة الكوليج دي فرانس بباريس في نوفمبر 1972 اختياره لشغل "كرسي الدولة" المخصص للعلماء والأساتذة الأجانب لإلقاء محاضرته عن تاريخ الفن، كما انتخب في عام 1975 عضواً مراسلاً بالأكاديمية البريطانية.