هذه المجموعة من القصائد مسكونة بالهم القومي بالدرجة الأولى. وهي في هذا شهادة على أن إلحاح هذا الهم على الشاعر العربي المعاصر أقوى من أي هم آخر. لق... د جردتنا الأحداث، التي رافقت النكبة الفلسطينية وما تلاها، من القدرة على قول أي شيء آخر يتسم بالصدق والأصالة، وإذا كان المطلوب...
هذه المجموعة من القصائد مسكونة بالهم القومي بالدرجة الأولى. وهي في هذا شهادة على أن إلحاح هذا الهم على الشاعر العربي المعاصر أقوى من أي هم آخر. لق... د جردتنا الأحداث، التي رافقت النكبة الفلسطينية وما تلاها، من القدرة على قول أي شيء آخر يتسم بالصدق والأصالة، وإذا كان المطلوب من الإنسان العربي، في هذا العصر الرديء، أن ينسى، فإن الشاعر (وهو المفصح عن ضمير الأمة) أن يقاوم الميل إلى النسيان.
والشاعر، في هذه المجموعة، تملأه المرارة، لأن التاريخ العربي بعد النكبة مليء بالمرارة، وهو في هذا يقدم لنا التاريخ المركز الذي يخلو من الأسماء والتواريخ المحددة، ولكنه التاريخ الذي يحس كل فرد منا بأنه تاريخه هو، وهو كثيراً ما يلجأ إلى السخرية في تصويره لهذه الحقبة من الزمن، لأن السخرية باتت من أقوى الأسلحة للتعامل مع عالم يقف على رأسه ويفكر ببساطيره وأساطيله.
وما أكثر ما يلجأ الشاعر، في هذه المجموعة، إلى العبارات والصور الجارحة، لأنه شاعر مجروح يدمى قلبه أسي لما آل إليه حال الأمة. ولكنه، في خضم كل هذه المآسي والنكبات، يرى ضوءاً في آخر النفق، يرى إرادة ترفق أن تستسلم، وذاكرة ترفض أن يصيبها الخدر، ورمزه لها هو هذا الفتى الفلسطيني الصامد الذي يقف أمام الدبابة ومعه الحجر.