يعتبر نوري الجرّاح واحداً من أبرز الشعراء العرب المعاصرين، فهو صاحب مشروع شعريٍّ حداثيّ إنسانيّ النزعة، تبلور في أواسط التسعينات من القرن الماضي، وذلك من خلال لغة شعريّة خاصّةٍ طوّرها عبر رحلته المديدة مع الشعر، ويتّسم شعره بتعدّد المصادر الثقافية، ويغلب عليه الإهتمام بالميثولوجيا والأساطير والحكايات القديمة، ويكشف عن ملامح ميتافيزيقيّة ورؤى وجوديّة كيانيّة، ونزوع ملحميّ.
ساهم نوري في تأسيس عدد من المجلاّت الثقافيّة العربيّة المهمّة، مثل: "الناقد"، و"الكاتبة"، و"القصيدة"، و"الرحلة"، و"دمشق"، و"الجديد"، وقد لعبت هذه المجلاّت دوراً بارزاً في الحياة الثقافيّة العربيّة.
كذلك، أسّس نوري الجرّاح، بالإشتراك مع الشاعر محمّد أحمد السويدي، المركز العربيّ للأدب الجغرافيّ، الّذي يمنح جائزة ابو بطوطة لأدب الرحلة، وقد حصل عليها، منذ تأسيسها، عشرات الكتاب والكاتبات العرب والأجانب.
كما أشرف عل تأسيس "رابطة الكتّاب السوريّين"، برئاسة المرحوم صادق جلال العظم، وأصبح رئيساً لها عام 2017.
غادر سوريّة بسبب القمع الفكريّ، وأقام في بيروت، ونيقوسيا، ثم استقر أخيراً في منفاه الإختياريّ في لندن منذ عام 1986.