شارك هذا الكتاب
الرحلة الأميركية 1912
الكاتب: محمد علي باشا
(0.00)
الوصف
أول ما يلفت الانتباه في هذه الرحلة أنها جاءت أشبه ما تكون بالمغامرة في ظرف عصيب، إذ كان الأمير محمد علي في باريس يتهيأ للقيام بها يوم تلقت العاصمة الفرنسية نبأ الكارثة البحرية التي حلت بالباخرة العملاقة تيتانيك وأدت غرفها في 14 إبريل/نيسان 1912، إثر اصطدامها بجبل ثلجي وهي في...

أول ما يلفت الانتباه في هذه الرحلة أنها جاءت أشبه ما تكون بالمغامرة في ظرف عصيب، إذ كان الأمير محمد علي في باريس يتهيأ للقيام بها يوم تلقت العاصمة الفرنسية نبأ الكارثة البحرية التي حلت بالباخرة العملاقة تيتانيك وأدت غرفها في 14 إبريل/نيسان 1912، إثر اصطدامها بجبل ثلجي وهي في أقصى سرعتها. لكن أخبار الكارثة، بما رافقها من مخاوف وأهوال، لم تكن لتؤثر على عزم الأمير أو تضعف من إيمانه القوي بقوله تعالى: "إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" فبدأ رحلته في موعدها المحدد وهو الأول من مايو/أيار من السنة ذاتها، أي بعد أسبوعين من وقوع الكارثة المروعة.
لم تكن هذه رحلة الأمير الأولى، بل كان قد عاش سنين طويلة في أوربا دارساً وسائحاً، كما ساح في بلاد الشام والصين واليابان. لذلك نراه يقارن بين ما يشاهده في العالم الجديد وما شاهده من قبل في تلك البلدان، ويبدو أن إعجابه بأوربا ونمط الحياة الأوربية وتقاليد المدنية في ربوعها وقيمها الحضارية أعمق وأوسع مما رآه وخبره وصادفه في أميركا الشمالية.
استمرت رحلة الأمير في أميركا الشمالية نحو شهرين ونصف الشهر، بدأت في نيويورك وانتهت فيها، بعد أن قطع آلاف الكيلومترات. ويمكن أن نضيف إلى ذلك مدة أسبوعين قضاهما عبر المحيط الأطلسي ذهاباً وإياباً. ويبدو أن شلالات نياغارا وشواطئ آلاسكا ومناجم الذهب والفحم ومزارع الأثرياء وبقايا قرى الهنود الحمر وعبور الصحارى والبحريات وصعود الجبال هي من أهم المعالم التي شاهدها رحالتنا واستمتع بالإطلاع على ملامحها واجتلاء محاسنها في تجواله الطويل هناك، وتحمل متاعب شتى لا تخلو من أخطار في سبيل ارتياد أمكنة جديدة وتأمل ما أبدع الخالق وما صنعته يد الإنسان في تلك الأرجاء.
وربما كان فضول المخبرين ورجال الصحافة من الأمور المزعجة التي ضاق بها الرحالة وحاول تجنبها، لذلك سافر تحت اسم مستعار هو رستم بك. ومن المؤكد أن هذا التنكر أسهم أيضاً في حمايته من مضايقات المتطفلين واللصوص وقطاع الطرق في بلد تمرح الجريمة في ربوعه على مداها، انسياقاً وراء أهواء أصحابها وانفلات حرياتهم.
يمتاز رحالتنا بشدة الملاحظة وشغفه بالتفاصيل، فضلاً عن ثقافته الواسعة وتحصيله العلمي في جامعات أوربا وخبرته الطويلة في تلك البلاد. وهو لا ينسى أن يطلع القارئ على كل ما يمر به، خلال تجواله، من مشاهد ومعالم ومظاهر جديرة بالذكر والإعجاب وما يجول في خاطرته من أفكار وصفية وتعليقات نقدية. وهو يدرك جيداً أنه ليس سائحاً عادياً همه إضاعة الوقت الفائض عن حاجته، إنما هو رحالة مفعم بحب العلم والاستكشاف ودقة الاستقراء والموازنة بين ما يختزن في ذاكرته وما يختبره في مواقع رحلته.

التفاصيل

 

سنة النشر: 2004
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 325
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 17x24

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين