إبراهيم نصر الله ظاهرة فذة في الشعر العربي الحديث، كون جديد، شاعرية غريبة تملأ فضاء في سعة المنفى المادي والمعنوي.

إبراهيم نصر الله واحد من... أحدث وأهم الأصوات الطالعة من شجرة الشعر العربي الفلسطيني، وقد أخذ صوته الشعري يستوي ويأخذ مكانه بين شعراء الأمة العربية مع مطلع الثمانينات، وهو وريث شعري لتقاليد القصيدة الفلسطينية بكل آفاقها.

قصائده ذات مرونة مدهشة، فهي تلتهم موضوعها سواء بتكثيفها المدهش أو باسترسالها عبر بناء قصيدة طويلة موحدة، أو في القصائد ذات البناء الذروي المتنامي، وصولاً إلى قصائد النثر التي يكتبها برؤية خاصة لا تستعير رؤى مجانية أو تقارب لغة مستعارة، وذلك كله عبر مادة شعرية متنوعة المرجعيات، موحدة الأسلوب، وهذا هو سر انتماء قصائده إلى القلب من حداثة الكتابة الشعرية الجديدة في أدبنا العربي.

العمل الشعري عند إبراهيم يتم في مسارين: الأول، ويمثله مستوى "الرؤيا الشعرية" للوجود فلسطينياً، والثاني يمثله المنجز الشعري الشخصي للشاعر، بما يحقق له وفيه من مستوى يجعل لقصيدته كيانها الوجودي باعتبارها عملاً فنياً. وإذا كان من شأن الشعر أن يخاطب الإحساس، ويستفز المشاعر، فإن هذا هو ما يتحقق في قصائد هذا الشاعر، ومحققاً -في الوقت نفسه- ما يدعوه "برجسون" بـ"الإنقلاب النفسي" الذي ينفذ إلى أعماق النفس فيزلزل أركانها.