-
/ عربي / USD
عدت ونعمة أدراجنا بصعوبة، والمطر ينهمر، والريح تشدنا بعنف يميناً ويساراً، ويبدو أننا، ونسير بين أزقة المخيم، كنا في حماية سقائفه من ملاطمة الريح، ... ولكننا ما إن وصلنا إلى الشارع العام حتى دخلنا في ورطة ما بعدها ورطة.. طارت البطانية وتمرغت بالوحل، ومن حسن حظنا وقعت على الأرض قريباً منا، لأن المطر أثقل وزنها فأمسكنا بها، وعصرناها قليلاً، ولم يعد بإمكاننا أن نحتمي بها، فحملتها أنا بينما جملت أختي نعمة طنجرة الطحين، وعدنا للسير، واشتدت الريح أكثر فقذفت بغطاء الطنجرة بعيداًن فجريت خلف الغطاء أحاول الإمساك به، ولكن الريح كانت شديدة وسريعة، مما دفع بالغطاء بعيداً جداً فعدت إلى نعمة وأنا أحمل البطانية المبتلة والملوثة، وأخذنا نركض حتى نصل بسرعة قبل فوات الأوان.
انهمر المطر داخل الطنجرة، وتحالف المطر والريح والبرد، فأخذت ذرات الطحين تتطاير على ملابسنا ورؤوسنا العارية.. وصلنا إلى المغارة مغمسات بالماء والطحين والطين، لنجد أمنا تنتظر بلهفة أمسكت بالطنجرة ونظرت في داخلها، فشاهدت "شوربة طيح،" فتوقفت قليلاً ثم قالت: لا بأس، سنتدبر الأمر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد