-
/ عربي / USD
يظل "عن الحرب" وبغض النظر عن شموليته ومعالجاته الدقيقة، ونمطه الواضح، عملاً غير كامل، أي لم ينجز نهائياً وبالصورة التي أرادها مؤلفه، ويتضح ذلك من ... طرائق تفكيره وكتابته، لقد كان كلاوزفيتز في العشرينيات من عمره عندما بدأ تدوين أفكارها الأولى وملاحظاته عن طبيعة العمليات العسكرية Military Process وعن المكانة التي تحتلها الحرب في الحياة الاجتماعية والسياسية. كان هناك إحساس عميق بالواقعية، وتشكك دائم بالمسلمات والنظريات المعاصرة، يطبع تلك الملاحظات والأطروحات التي دونها كلاوزفيتز، كما اكتسب بشيء من التأملات والافتراضات الممتزجة بالماضي مما يسبغ عليها نوعاً من التقويم والإصرار الداخليين، ولسنا نغالي كثيراً لو اعتبرنا كتاباته قبل عام 1806 كتصورات لا رابط بينها-كقطع الصخر التي تعد مقدماُ لبناء لم يتم تصميمه بعد.
يوحي لنا العثور على بعض أفكاره الأولى في كتابه "عن الخرب" ثبات قناعاته السابقة، ومحافظة أفكاره على جدتها، وعلى ثقته بها، والسياق الذي تطورن فيه، مع أن وجود مثل تلك الأفكار في عمل محكم يجعلها تبدو وكأنها أجزاء من عملية حوار أو جدلية تفوق كلاوزفيتز في صياغتها، واستخدمها كثيراُ في كتاباته لعقدين من السنين ولأغراضه الخاصة، وكمثال على ذلك مفهومه عن دور "العبقرية" في الحرب، والذي يشكل أحد اقري العناصر إلى مجموع جهده النظري "المبدأي"، وكمثال آخر على نوع مختلف لأفكاره، هي تعرفاته للاستراتيجية والتعبية والتي صاغها وهو في الرابعة والعشرين من عمره، أو مقارنته المتميزة بين الحرب والتجارة، وابتدائهما في وقت (عصر) واحد، لقد توسعت معظم أفكاره واكتسبت ثراء وغنى واوجهاً جديدة، في الفترة ما بين انتصار نابليون على بروسيا، وحملته في روسيا (1806-1812 على التوالي).
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد