يضم هذا الكتاب خمسين مقالة تقرأ المشهد الثقافي العربي في نهايات قرن وبدايات قرن يليه ملقية الضوء على أحوال الفكر والشعر والرواية والترجمة والنقد و... فروع أخرى من شجرة الثقافة العربية في زمان يبدو حافلاً بالأسئلة، والبحث عن أجوبة لكل ما يعصف بالحياة العربي في الوقت الراهن. ...
يضم هذا الكتاب خمسين مقالة تقرأ المشهد الثقافي العربي في نهايات قرن وبدايات قرن يليه ملقية الضوء على أحوال الفكر والشعر والرواية والترجمة والنقد و... فروع أخرى من شجرة الثقافة العربية في زمان يبدو حافلاً بالأسئلة، والبحث عن أجوبة لكل ما يعصف بالحياة العربي في الوقت الراهن.
هكذا يمتزج اليومي وأسئلته بالفكر والإبداع، ويغدو كل شيء قابلاً للقراءة والتأمل وفتح النوافذ واسعة على المستقبل، الذي تحيطه الشكوك وتعصف به أنواء العولمة وثورة تكنولوجيا المعلومات. وفي زمان مثل هذا الزمان، يقع على مفترق عصرين، تصبح الثقافة، رغم هامشيتها واندحارها في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، مرغمة على البحث عن حلول لحضارات مأزومة وشعوب فقدت وجهتها وسط اندفاع البشر نحو خيارات قد لا تكون خياراتهم الفعلية، بل إنهم مرغمون على اعتناقها في غياب البدائل.
إن هذه المقالات معينة بتأمل المشهد الثقافي العربي انطلاقاً من الأسئلة الضرورية والرغبة في معرفة المأزق الحضاري، الذي يمر به العرب في مفتتح القرن الحادي والعشرين، وسوف يلاحظ القارئ أن هذا المأزق يلقي بظله على المقالات جميعها، بغض النصر عن زمان كتابتها أو موضوعاتها أو أشكال التعبير التي تقوم بقراءتها. إنه سؤال أساسي يفرض نفسه، لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟ لماذا بقيت الأسئلة التي سألها أسلافنا في نهايات القرن التاسع عشر حائرة تبحث عن أجوبة؟ لماذا بقيت الحداثة المرغوبة محشورة في الأشكال التعبيرية ولم تنتقل إلى المعيش اليومي؟
هذا الكتاب يحاول إلقاء ضوء خاطف على بعض تلك الأسئلة المأزقية التي تطرح نفسها علينا كل يوم، في الثقافية والشارع والعمل والبيت والجامعة والمدرسة، وفي كل مناشط الحياة العربية المعاصرة.