شهد النصف الثاني من القرن العشرين، عصراً تنويرياً عربياً مميزاً، من أبرز ملامحه هذا التيار التوفيقي بين التراث والتجديد أو بين الأصالة والمعاصرة. ... إلا أن هذا التيار لم يحسم أمره بعد. فلا تزال الأفكار المطروحة من خلال هذا التيار، تتقدم حيناً وتتراجع حيناً آخر، ولكنها على...
شهد النصف الثاني من القرن العشرين، عصراً تنويرياً عربياً مميزاً، من أبرز ملامحه هذا التيار التوفيقي بين التراث والتجديد أو بين الأصالة والمعاصرة. ... إلا أن هذا التيار لم يحسم أمره بعد. فلا تزال الأفكار المطروحة من خلال هذا التيار، تتقدم حيناً وتتراجع حيناً آخر، ولكنها على أية حال تحدث تغييراً ما، ولو أن هذا التغيير ضئيل ومحدود، نتيجة لمتغيرات وعوامل كثيرة، لا يملك معها المفكرون إلا أن يفكروا ويكتبوا ويبشروا ويرجموا شياطين كثيرة من حياتنا السياسية والاجتماعية والفكرية، بالكلمات ولا شيء غير الكلمات، بانتظار عصر يفسح المجال أمام هذه الكلمات لكي تصبح واقعاً حياً معاشاً.
إن الخطوات على الأرض، تبدأ-كما يقول اللورد بايرون-بنقطة حبر صغيرة، تسقط كقطرة ندى، فوق الفكرة، ثم تندلع شرارة المشوار الطويل.
وهذه الكوكبة من المفكرين المعاصرين الذين يتناولهم هذا الكتاب، يحاولون بكلماتهم الزاهرة، أن يبشروا بخطوات الغد المكنون، فما هي بشارتهم..؟ هذا الكتاب يرصد، ويبسط البشارة..