الكتاب هو السادس في مجموعة الأعمال الكاملة للأديب والمفكر أمين الريحاني والذي شمل: نبذة في الثورة الفرنسية، النكبات، شذرات من عهد الصبا. حول الثورة الفرنسية كتب الريحاني التي كانت لها أهميتها ونتائجها المتعددة، وكانت غاية الريحاني توسع نطاق معرفة القارئ في هذه الثورة التي رأى على أنها خطيرة الشأن عظيمة الفوائد.
وقد جاء حديثه في هذا الجزء عن الثورة الفرنسية مختصراً كي لا يمل القارئ من التفصيل ويتيه بين كثرة الآراء والاقاويل، دخول النكبات التي مرت بها سوريا عبر التاريخ، دار محور القسم الثاني مستهلاً هذا الجزء برسالة حول كتاب النكبات مبرزاً من ثم النكبات التي مرت بها سوريا ابتداء من سام وحام ويافث مروراً بالاستيلاء المصري والاستعمار الفارسي والسلوقي وصولاً هولاكو وأهوال تيمورلنك وهكذا... وهدفه من ذلك إذكاء الوعي بعمق تلك المأساة التي كانت بطبيعتها ناتجة وكما يقول: "أن الأمثولة المفجعة في تاريخنا منذ خاتمة العهد الروماني إلى اليوم هي في العصبيات والأقليات، أما العصبيات فقد بدأت تتلاشى... بقيت الأقليات، وهي المعضلة التي لم تحل سديداً عادلاً منذ عهد الأمويين...".
وتبقى شذرات الريحاني من عهد الصبا والتي هي كتاباته الأولى قبل عهده بنشر الكتب. وأهميتها تكمن في كونها الأولى، بمعنى أنها تشكل نقطة البداية للخط الفكري عند الأمين والذي يتخذ له مساراً تقدمياً متحرراً في الاجتماع والصحافة والسياسة والأدب والفن، والتأملات الفلسفية والدينية، هي بداية وثيقة "للريحانيات" أو قل هو الوجه الفني المتحمس لها، وقد صنفت المقالات حسب المواضيع المذكورة أعلاه، مع مراعاة اتباع التسلسل الزمني ضمن كل موضوع، بحيث تتضح طبيعة اهتماماته الباكرة ومعالجته لها بصورة نامية متطورة.