هناك ما يشه الإجماع بين الكتاب والمؤرخون العسكريين على اعتبار "لودندورف" واحداً من كبار قادة الحرب المرموقين وجندياً من أبرز جنود الحرب العالمية ا... لأولى، لا بل من الجنود الذين يحتلون مكانة على المستوى العالمي.

ولد لودندورف عام 1865 في قرية (كريزونيا) الصغيرة من أعمال مقاطعة (بوزنانيا) في ألمانيا، وكان والده تاجراً متوسط الحال، ومع ذلك فإنه استطاع أن ينتسب إلى الكلية العسكرية التي لم تكن تضم إليها آنذاك إلا أبنا العائلات العريقة لتجعل منهم قادة المستقبل. وهناك برزت مواهب لودندورف وتفوق في الميدان الذي اختاره مما أهله لاحقاً لأن يكون واحداً من القادة الألمان الذين دخلوا التاريخ من بابه الواسع.

عندما كان الماريشال (فون هندنبورغ) يتولى قيادة الجبهة الشرقية في الحرب العالمية الأولى (1914-1918) كان لودندورف يعمل في تلك الجبهة تحت إمرته، فعرف فيه الكفاءة والمقدرة فأولاه كامل ثقته حتى كان يطلق عليه ألقاباً لا يستحقها إلا قائد كبير منها: "العملاق" و"الجبار" و"الرجل الحديدي" بل إن أعداءه أنفسهم كانوا يقرون له بكفاءته.

لقد ترك لودندورف للمؤرخين الكثير مما يستحق الكتابة عنه، وفي هذا الكتاب بعض ما يمكن معرفته عن ذلك القائد الكبير.