-
/ عربي / USD
ما جعلني لا أتردد طويلاً في جمع موضوعات هذا الكتاب ونشرها، أن هذه الموضوعات تشكل هموماً بالنسبة للكثيرين، خاصة بعد الانهيارات والخيبات التي ولدتها... حرب الخليج وبداية انهيار الاتحاد السوفياتي، وانعكاس ذلك على وضع المنطقة والعالم، والآثار المحتملة نتيجة ذلك.
إن أغلب الموضوعات المطروحة خلافية وتحتمل الكثير من الحوار وتبادل الرأي، خاصة وإن القناعات التي كانت سائدة وراسخة في فترات سابقة لم تعد كذلك الآن.
كما أن أغلب الموضوعات المطروحة تثير الأسئلة أكثر مما تهدف إلى تقديم الإجابات، خاصة في زمن تداخلت فيه الأمور واختلطت، وريما يكون أحد أهداف، ما حصل في هذه المنطقة، أن يعم الضياع وينكسر اليقين، وأن ينتهي، بالتالي، الحلم والأمل في المستقبل، وأن ترفع الرايات البيض كدليل ليس فقط على الهزيمة العسكرية وإنما على الهزيمة المعنوية، ولذلك من المفيد والضروري أن نطرح الأسئلة الصحيحة، وأن نحاول اكتشاف الطريق.
والديمقراطية ليست نموذجاً نقيس عليه، ولا حلاً سحرياُ، بل هي في جوهرها العميق ممارسة يومية تطال جميع مناحي الحياة، وهي أسلوب للتفكير والسلوك والتعامل وليست مجرد مظاهراً أو أشكالا مفزعة الروح. بهذا المعنى فإنها ليست شكلاً قانونياً فقط، وليست خالة مؤقتة، أو هبة أو منحة من أحد، وإنما هي حقوق أساسية لا غنى عنها، دائمة ومستمرة، وهي قواعد وتقاليد تعني الجميع وتطبق على الجميع دون تمييز، وهي تعمي الأقلية بمقدار ما تغني الأكثرية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد