-
/ عربي / USD
"بعد عشرين سنة مرت كحلم، قررت العودة "قلت لنفسي: هذا هو الوقت المناسب" بهذه العبارة يفتتح "مقبول العلوي" عمله الروائي الذي شكّل مدخلاً إلى استعادة ماضٍ ومعاينة راهن.
تعالج الرواية تأثير الماضي في الإنسان والدور المزدوج الذي يمكن أن يلعبه في حياته، فبطل الرواية هو ضحية ماضيه لمدة عشرين سنة هي مدة رحيله عن جزيرة "أم الدوم" نتيجة قصة حب فاشلة، ولكنه بقي أسيراً داخل زنزانة ضيقة من الذكريات وخاضعاً لسطوة الحنين والشوق الذي أشغل فكره وأقض مضجعه.
لقد أجاد الروائي من خلال تعنيه سرد آسرة اعتمدت المنولوج الداخلي إلى الوصول إلى عمق الذات البشرية عندما يلفها الفشل نتيجة الظروف "عشرون عاماً مرت. تنقلت خلالها في قرى ومدن بعيدة. عملت في مهن كثيرة؛ شريفة ووضيعة، عركتني السنون والأيام ... عندما عدت بعد ذلك النزوح المرير وجدت نفسي وكأنني لم أغب سوى عشرين عاماً!" وهكذا ظل بطل الرواية يحمل غربته في داخله يلوذ بها كلما حاصرها الزمن والمكان والطقوس والمظاهر الزائفة، وهو ينحني باللائمة على أبيه، والأيام القاسية التي أبعدته عن "رحمة" الفتاة التي أحب والتي كانت سبباً من أسباب غيابه وغربيته ... وأخيراً تعلن الضحية بوضوح "ليتني لم أعد ... أدركت أن الأمر أكبر من أن أواجهه وحدي. لن يجدي أن أكون بمفردي في مالجهل المطبق (...) كانت هناك دماء، ومزيد من الدماء، ومزيد من الفناء ومن الضحايا. أصبحت جزيرة "أم الدوم" مجرد مقبرة كبيرة تضم بين جنباتها رفات المساكين و .. العشاق ..".
يمكن القول أن الرواية نجحت في مقاربة الواقع والظروف على مستوى الخطاب أكثر منها على مستوى الحكاية. وهذا ما يؤكد روائيتها ويجعلها تعبيراً صادقاً ورؤية تصف الواقع كما هو دونما تكلف، وإنما سمّت الأشياء بأسمائها. وكأن بالروائي يتساءل: حين نروي الذكريات هل نلغيها أم نحفظها؟ ...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد