يضم هذا الكتاب ثمانية عشر حواراً مما أجرى مع الموسوعي الراحل إحسان عباس بدءاً من عام 1970 وانتهاءً بعام وفاته 2003، وهي جميعاً مهمة وثرية، يفصل بع... ضها ما جاء موجزاً في سيرته الذاتية "غربة الراعي"، ويقتصر قسم منها على موضوعات خاصة بعينها. ناهيك أنها تغص بآرائه الصريحة الجزيئة في...
يضم هذا الكتاب ثمانية عشر حواراً مما أجرى مع الموسوعي الراحل إحسان عباس بدءاً من عام 1970 وانتهاءً بعام وفاته 2003، وهي جميعاً مهمة وثرية، يفصل بع... ضها ما جاء موجزاً في سيرته الذاتية "غربة الراعي"، ويقتصر قسم منها على موضوعات خاصة بعينها. ناهيك أنها تغص بآرائه الصريحة الجزيئة في جوانب شتى من المعرفة والحياة، وتلقي أضواء ساطعو على قضايا كثيرة مهمة في الشعر الحديث والشعر في فلسطين، وعلى الرواية العربية عامة وفي فلسطين خاصة لاسيما عند غسان كنفاني وإميل حبيبي وسحر خليفة وجبرا إبراهيم جبرا ورشاد أبو شاور، وعلى النقد الحديث وترجمة الشعر والإطار الثقافي للشاعر والحداثة، التي ركز فيها على حداثة إدوارد سعيد "الذي لا حداثي سواه" في حين أن الآخرين مترجمون، وعلى "الاقتراض الشديد" من الآخر ماهية ومسوغات. ألمع إلى موقفة من بعض المجلات، من مثل: حوار، وشعر، والآداب، والأديب.
وفيها تجليات مودة ووفاء واعتراف بفضل نفر من أساتيذه في فلسطين ومصر، وبوح بمن أعجب بهم وتأثر من القدماء والمعاصرين، وإطراء لعدد من أصدقائه وتلامذته. وفيها بوح بمن تأثر بهم أو أحبهم أو أعجب بهم، كابي التوحيدي والجاحظ والحسن البصري من القدماء، وطه حسين وأحمد حسن الزيات اللذين أحب أسلوبيهما بيد أنه لكي كتب مثلهما، ومحمود شاكر وشوقي ضيف من المعاصرين.
وفيها كلام على كتبه المؤلفة والمحققة والمترجمة ومنهجه فيها، حتى إنه لم يتردد في أن يذكر ما وجه إليه من نقد لاسيما في كتابه "اتجاهات الشعر العربي المعاصر" الذي "تحرش" به فيه عدد ممن أطلق عليهم "غلمان الصحافة" كما أن فيها ذكريات لا تخلو من موازنات عن المدن التي درس فيها ودرس وأقام: حيفا، والقاهرة، والخرطوم، وبيروت، وعمان.
إنها، باخرة، منارات لا غنى عنها لمن يتصدى لسيرة إحسان عباس وتراثه الثر في الإبداع شعراً ونثراً وفي التأليف والتحقيق والترجمة، ولمن يرغب في الكتابة عنه في أي ميدان من الميادين التي صال فيها وجال.