لقد مرت القصيدة الحديثة في الخليج بمراحل لا تختلف عنها في البلاد العربية، واستطاعت في السنوات الأخيرة أن تثير حضوراً متميزاً للنص الشعري الذي يراه... ن على مكونات غير مألوفة للعملية الشعرية، وأصبحت القصائد العمودية وقصائد التفعيلة وقصائد النثر تشكل مناخاً شعرياً متوالداً،...
لقد مرت القصيدة الحديثة في الخليج بمراحل لا تختلف عنها في البلاد العربية، واستطاعت في السنوات الأخيرة أن تثير حضوراً متميزاً للنص الشعري الذي يراه... ن على مكونات غير مألوفة للعملية الشعرية، وأصبحت القصائد العمودية وقصائد التفعيلة وقصائد النثر تشكل مناخاً شعرياً متوالداً، وربما تعايشت هذه الأساليب جميعها في تجربة شاعر بأكملها.
إن هذا التعايش يجعل العملية الشعرية فضاءً مفتوحاً للجدل رغم ما تحسمه لنا مقولات الحداثة، ولعل مصداق ذلك يتجلى في اختلاف التيارات النظرية في الشعر من لسانية وسميمائية وبلاغية، الخ.
لقد اختلفت المفاهيم، لكن النتيجة الهامة أن الشعر ليس له قوانين خاصة يمكن توصيفها بسهولة، وقد خرق الشعراء الجدد قوانين كثيرة دون أن يعني ذلك طلوعهم الدائم بلواء الشعرية، وحافظ التقليديون على أوزانهم بصرامة دون أن يعني ذلك تفردهم بخصوصية شعرية دائمة.
من هنا تضع هذه الندوة مسار الحركة الشعرية في فضاء يتسع لعدد من المكونات الأساسية للموقف من النتائج الشعري في منطقة الخليج خلال النصف الثاني من القرن الماضي، وهي مكونات تحولت على أيدي الباحثين إلى تطبيقات نقدية جادة تسجل لنا خصوصيات الحركة الشعرية في الخليج، ليس بوصفها تاريخاً لواقع أو موضوعات، وإنما بوصفها تسجيلاً لتحولات الموقف الشعري في النصف الثاني من القرن الماضي، وهي الفترة التي تكثف فيها حضور القصيدة بمختلف أدواتها وتقنياتها، وتوترت علاقاتها وتناقضت مواقفها، لكنها بكل ما هي عليه ظلت تشكل جانباً إبداعياً هاماً يتقدم جميع الفنون الأدبية في الخليج.