تمثل المقامات والأحوال واحدة من ثلاث ركائز يقوم عليها التصوف هي: الشريعة، والطريقة، والحقيقة، وركيزة الحقيقة هي المنطوية على موضوع هذا البحث، ولقد... ظهر للباحث أن أغلب مادة الشعر الصوفي قوامه المقامات والأحوال، فوجه بحثه نحو قراءة المضامين العرفانية للمقامات والأحوال...
تمثل المقامات والأحوال واحدة من ثلاث ركائز يقوم عليها التصوف هي: الشريعة، والطريقة، والحقيقة، وركيزة الحقيقة هي المنطوية على موضوع هذا البحث، ولقد... ظهر للباحث أن أغلب مادة الشعر الصوفي قوامه المقامات والأحوال، فوجه بحثه نحو قراءة المضامين العرفانية للمقامات والأحوال قراءة تحليلية تستبطن طبقات معانيها، وتظهر مراحل التطور التي تعاقبت على شعر المقامات والأحوال.
لقد قدم الباحث، في هذا الكتاب، دراسة المقامات في الشعر الصوفي مرتبة وفق ما جاء عند أغلب المتصوفة، فاستجلى مقامات التوبة، والورع والزهد، والفقر، والصبر، والتوكل، والرضا، والشكر. كما قام بدراسة الأحوال وتجلياتها في الشعر، مشيراً إلى خصوصية كل شاعر في تذوّقها، بدءاً من حال المحبة، ومروراً بأحوال الحضور: الشوق، والقرب والبعد، والقبض والبسط، والأنس، وانتهاءً بأحوال الغيبة: السكر والصحو، والفناء والبقاء. وعني بإبراز أهم الخصائص الفنية لشعر المقامات والأحوال، وقدم استبطاناً لفلسفة الرمز الشعري عند المتصوفة، وتتبع صورة المرأة والخمرة وأبعادهما الرمزية.
إن هذا الكتاب، الذي نقب فيه الباحث عن أهم الخصائص الأسلوبية لشعر المقامات والأحوال، ليس مجرد بحث أكاديمي في مادة التصوف الخام، بل هو استغراق فعلي في موضوع اختلط بذات الباحث حتى أصبح منها، ولذا فإن أهم ما يميزه أنه عمل تذوقي مبعثه اللذة أولاً كأي عمل إبداعي.
إنه ليس كتاباً عن التصوف، إنه كتاب في التصوف نفسه يقارب لكن من الداخل ويتأمل لكن إلى الداخل. وهو كنص صوفي، جديد ولا غنى عنه لمهتم أو قارئ أو باحث.