-
/ عربي / USD
في المجلد السابع، من أعماله الشعرية، يقدّم لنا الشاعر خزعل الماجدي تجربة خاصة في فن القصيدة القصيرة التي يسميها "القصيرة" وهي التي تقلّ أبياتها عن سبعة، في مقابل "القصيدة" التي تزيد أبياتها عن ذلك. وهو إذ ينحت هذا المصلطح فإنه لا يقيّده بشروط بل يترك الباب مفتوحاً لأنواع كثيرة داخل هذا النمط الشعري الذي شاع في شعرنا العربي مؤخراً.
2000 قصيدة تتوزع على عشرين كتاباً، ضمّها هذا المجلّد، تتنوع في مضامينها ومذاقاتها وألوانها، فهي تدخل في خفاء الطبيعة وتقلب أسرارها وتعمل على إزاحة الرماد عن مشاهد مازال تحتها جمر الحياة. وهي تتوغل بعيدة في كهوف الحب المغلقة والأجساد العاشقة وتصف انتباهات وارتعاشات الدهشة والجمال والدفق فيها، وكذلك تطرق الأسئلة الغامضة للوجود والحياة والموت في التباس وحيرة.
يجمع الشاعر، في هذا المجلد السابع، جيشين من قصائده القصيرة، جيش حسّي إيروسي جسدي وجيش حدسي صوفي روحاني، ويجعلهما يشتبكان على أرض وشواخص الطبيعة لينتج عن ذلك هذا الفردوس الباذخ من الصور والتلميحات الجديدة لحياة أكثر غنى وعالم أوسع مدى، ويظهر الشاعر كما لو أنه يحصي النجوم ويسمع الحصان الذي في جسده وهو يصهل، حتى وإن ضاع عوده فهو يتكلم كل يوم مع هذا النهر ويبكي وهناك في جمر قبله جياد يركبها المجانين وهناك لسع النحل، وهو يطلب من حبيبته أن لا تقلب جمر خريفه فهي تحرك مياهه ليرى ما لم يراه الأنبياء وليسمع ويفسر أغاني البلبل، يعطيها أجنحته ويزحف فتتدفق الأغاني من الجدار، ولا يرى ضرورة للمرآة مع حبيبته ويسمع تحميص القهوة التي تستر تحميص جسده ويسري البرق في جسده وجسدها ليقرأ رسائلها بصوته عالياً فقد طفح كيله وانتشر حوله برق الشرار والومض.
فهل سيختبئ الشاعر ويغلق بابه؟، هذا مالا يمكن أن يحصل مع شاعر مثل خزعل الماجدي الذي فتح باباً مشرعاً لنفسه ولغيره وسيظل يكتب "القصيرة" دون كلل لأنه عثر، بها، على المغزل الذي يحوك به صوف حياه مثلما عثر على النول الذي يحول خيوط صوفه إلى أنسجة يرتديها هو وغيره لأزمان طويلة قادمة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد