-
/ عربي / USD
أصبحت قصة محاولة الإنقلاب في تركيا (2016) حادثة دولية مثيرة للإهتمام بسبب الادلة الواضحة من الوكالات الحكومية الأجنبية المشاركة في العملية.
في البداية، ما بدا وكأنها عملية لبعض الجنرالات المنشقين، بغية إزالة أردوغان من منصبه، بدا في النهاية عملية قام بها فتح الله غولن - زعيم المعارضة الهارب في الولايات المتحدة.
ولم يكن الكيان الموازي للحكومة دون مساعدة، أثبتت أدلة التنصت من الفضاء (Cyberspace) مشاركة سرية من وكالة الإستخبارات الأمريكية في التخطيط لإضطراب دراماتيكي في البلاد.
أصبح الهدف تغيير النظام، وهي سياسة أمريكية تمارست في كثير من السنين في المنطقة - من تأسيس شاه إيران، لإطاحة صدام حسين وتدمير العراق، وتدمير معمر القذافي في ليبيا، ومؤخراً السياحة المفتوحة لإبعاد الرئيس السوري بشار الأسد.
كان ينبغي لتركيا، بوصفها عضواً في منظمة حلف شمال الأطلسي، ان تكون في مأمن من هذا المصير.
ولكن في إنعكاس مذهل، أصبح السكان الأتراك في جميع مجتمعاته المتعددة الأعراق والأديان والأحزاب السياسية المعارضة، أمة واحدة للدفاع عن شرعية حكومة منتخبة ديمقراطياً، ورفضوا أن يكون التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى مع دكتاتورية عسكرية، يدعمها ممولين أجانب، يسيطروا على أمتهم.
قد لا يكون أردوغان يملك الأمة كلها خلفه في صندوق الإقتراع، لكن قيادته أصبحت مصدر إلهام للعالم الإسلامي، تركيا كانت مثل سوريا قبل أردوغان، أصبحت مثل إسبانيا بعد أردوغان، وقد أظهر شجاعة وحكمة كبيرة خلال هذه الأزمة الخطرة.
في عالم أصبحت فيه الأخبار وهمية، والحقائق لها بدائل، حيث لا يوجد شيء كما يبدو والمؤامرات ومكافحتها عبر القارات أصبحت لمصالح سياسية، أضحي الشعب التركي وزعيمهم، الأبطال الحقيقين لهذه الدراما في 15 يوليو 2016.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد