-
/ عربي / USD
إن التجديد الذي أراده الأستاذ الإمام محمد عبده لم يكن يقف عند تنقية الدين من البدع والخرافات والإضافات وحسب، وإنما كان تجديداً كاملاً متكاملاً، يس... تلهم بالعقل الحديث عقلانية التراث الإسلامي، ويضيف لمعطيات هذا التراث ما يلائهما وينميها من علوم العصر وثمرات الحضارات الأخرى، وذلك حتى يكون هذا التجديد وأنصاره أولياء للعلم وأحباء للمدنية، يقدمون للأمة البديل عن الجمود وعن التغريب.
الإسلام عند الأستاذ الإمام، دين عقلاني، أي أن العقل حاكم وسيد حتى في جوانبه الدينية، فضلاً عن جوانبه الحضارية، وقد ساق الكثير من الأدلة على هذه الحقيقة، التي ينكرها قوم ويرتاب فيها قوم ويرتعد لدى سماعها آخرون.
واليوم... ومع اشتداد الجل بين الإجابات التي تقدمها التيارات الفكرية المختلفة حول هذه القضية المحورية والجوهرية.. ومع بروز الدعوة إلى "التغريب" سواء بنمطه الليبرالي أو الشمولي... ومع اشتداد وطأة الذين لا يعني الإسلام لديهم سوى الجمود والتحجر والدعوة إلى صب الحاضر والمستقبل في قوالب الماضي، وماضي العصور المظلمة بالذات؟!... تشتد الحاجة إلى تقديم فكر مدرسة التجديد الديني الحديثة إلى جماهير الأمة، كي ينير لها الطريق...
وإذا كانت فصول هذا الكتاب وصفحاته إنما تقدم مذهب الإمام محمد عبده في التجديد والإصلاح.. وبما أن هذا الإمام قد كان ولا يزال المهندس الأعظم لفكر مدرسة التجديد هذه... فإننا نأمل أن يكون هذا الكتاب إسهاماً بناءً في البحث عن الإجابة الصادقة عن السؤال المطروح: من نحن؟... ومن أين نبدأ؟... وإلى أين نسير؟؟!...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد