إنّ التكنولوجيا، التي لا تحتكم إلى جملة من الشروط الإنسانيّة-وفي طليعتها شروط العدل والمساواة والتعاون المؤسّس على الاحترام المتبادل بين الشعوب وا... لحوار البريء بين حضاراتها-ستملأ العالم رعباً، وتلحق به الأضرار أضعاف ما كان بمقدور أدوات القتل والدمار البدائيّة أن تسبّب...
إنّ التكنولوجيا، التي لا تحتكم إلى جملة من الشروط الإنسانيّة-وفي طليعتها شروط العدل والمساواة والتعاون المؤسّس على الاحترام المتبادل بين الشعوب وا... لحوار البريء بين حضاراتها-ستملأ العالم رعباً، وتلحق به الأضرار أضعاف ما كان بمقدور أدوات القتل والدمار البدائيّة أن تسبّب به، ذلك أنّها تفتح للعالم أبواباً من جهنّم التي بها يوعدون. فالدول النوويّة تمتلك عدداً من القنابل يكفي لتدمير الكرة الأرضيّة أربعين مرّة، ولنا أن نتصوّر كيف يمكن لجزء واحد من أربعين جزءاً أن يفتك بهذه الكرة المنكوبة بساكنيها الّذين أراد لهم الله الخالق أن يعمروها بالخير والصلاح.
لقد تلبّدت غيوم كثيرة من الوعود في سماء العالم، لكنّها لم تمطر شيئاً من الرفاهية، بل حدث العكس من ذلك تماماً، حيث حلّت النقمة بكثير من الشعوب والأمم، فتراجعت معدّلات النموّ الاقتصاديّ الحقيقيّة، وارتفعت معدّلات البطالة، وتفاقمت مشكلة الفقر، وتزايدت الجريمة والتطرّف، وتهاوت سقوف الحريّات، وتراجعت الخدمات الاجتماعيّة كمّاً وكيفاً، وانهارت مؤسّسات ماليّة وأنظمة نقديّة، وتدفقت قروض أجنبيّة أثقلت كاهل الدول والشعوب، وتبدّد الحلم الّذي راود الحالمين بعالم تسوده العدالة، ويخفت فيه أنين المرضى والجياع.
نعم...
إن العقل والفضيلة يتعرّضان لامتحان عسير، إلى أيّ مدىً يستطيعان التصدّي لهذا الخراب؟؟!