يتناول هذا البحث بنية القصيدة عند محمود درويش في مراحل تطوّرها المختلفة مرحلة ما قبل الخروج من الوطن، وهي بداية مشروعه الشعري، حين كانت قصي... دته غنائية أحادية الصوت، قلّد فيها من سبقه من الشعراء، مثل عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) ونزار قباني، وكانت قصيدة ملتزمة بالقضية...
يتناول هذا البحث بنية القصيدة عند محمود درويش في مراحل تطوّرها المختلفة
مرحلة ما قبل الخروج من الوطن، وهي بداية مشروعه الشعري، حين كانت قصي... دته غنائية أحادية الصوت، قلّد فيها من سبقه من الشعراء، مثل عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) ونزار قباني، وكانت قصيدة ملتزمة بالقضية الوطنية، همها أن تصل إلى الناس وأن تنمّي لديهم الوعي بالواقع الذي يعيشونه.
ثم كانت مرحلة ما بعد الخروج من الوطن والإقامة في المنفى، حين عاش الشاعر تناقضات الواقع العربي، واستطاع بمهارته الفنية أن يعبّر عن هذا الواقع بجماليات وظف فيها عناصر السرد والحوار والسؤال المستمر، حيث تعدّدت الموضوعات في القصيدة الواحدة، فأخذت تستوعب الأسطوري والديني والتاريخي، وتصوغه ضمن إطار القصيدة الموحّدة المتكاملة؛ وازداد عمق الوعي عند درويش، فأخذ يقدّم التجربة الفلسطينية بمعانٍ إنسانية استمدها من تاريخ الإنسان في صراعه المستمر من أجل الحياة، كما ظهر ذلك في قصائد عديدة له، أهمّها: "مديح الظل العالي"، "حجر كنعانيّ في البحر الميت" و"مأساة النرجس ملهاة الفضّة".
ثم تحوّلت قصيدته إلى تأملات فردية وإنسانية في مرحلة لاحقة بمجموعته "لماذا تركت الحصان وحيداً"، التي يعبّر فيها عن الذات الفردية من الطفولة حتى الكهولة، وقد استمرّ هذا النهج في قصيدته "جدارية"، التي كتبها بعد عملية جراحية خطيرة أجريت له.