-
/ عربي / USD
"تفتح بعد العراء عن أخدود تاييس-الصدع الأعظم، ذي الجدارين الشاهقين، اللذين تتدفق عبرهما ريح الجفاف بعزيفها.
دخلت التماثيل الأخدود. أوغلت فيه. أوغل فيه القدم، من خلفها، بشهيقه شهيق المعدن، وزفيره زفير الحجر.
في أمد أول من فراسخ الرحيل، التي لا تحصى، توقفت التماثيل الحجرية: أهفافاً، نينارديس، نيذريو، ميديكسا، سيس، روسالو. افترق كل كل ثلاثة إلى جدار أسندت ظهورها إليه، متواجهة، على جانبي الصدع: لقد أسلمت بزور العقل الحجر فيها للريح تعود بها، قرناً بعد آخر، رملاً إلى يساتين هبائه العادل.
أكلمت التماثيل الثلاثة الأخرى عبورها في أخدود تاييس، غير آبهة بالسماء تتقلب، من فوقها، على عجلات القرون.
بلغت ثادريميس البرونزية، وسيلوبو، ولامينا النحاسيان، مخرج أخدود تاييس-صدع الأزل المشرف ببوابته على أقاليم المياه ذات الجهات المياه.
صعدت، على معل، تلك الصخرة المستوية السطح، المهيأة لصعودها منذ بزوغ عقل الجماد على وجوده. تجاورت ثابتة في وقفتها الأخيرة أمام الشسع الأزرق، الساكن، السحيق: بحر هيلا كويتوثينيس".
حكاية المعقلين الآخرين للبشر: ثاروس، وجارتها هيكو، على تخوم جبال كوربين السوداء، حكاية أختام، ورسل، وتماثيل، ونهايات لا يمكن كتابتها إلا هكذا: أي تاريخ كل تاريخ مختزلاً.
حكاية اللوح المهشم، الذي تبقى من الرسم المنحوت لشكل الإنسان: أي وجود كل وجود مختزلاً.
مصادفات مبوبة هي هذه الرواية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد