في هذه الغامرة المتعثرة تعثر بكارة التجربة التنافر في الرؤى والكوابيس ينعكس على مرايا الوعي المسحوق المهزوم واللاوعي المتفجر المأزوم بكل مخزونه ال... شديد التناحر المرايا الواعية واللاوعية تتوازى وتتعاكس ثم تتحدب وتتقعر وأخيراً تتكسر شعور ولا شعور هيولي الإنسان...
في هذه الغامرة المتعثرة تعثر بكارة التجربة التنافر في الرؤى والكوابيس ينعكس على مرايا الوعي المسحوق المهزوم واللاوعي المتفجر المأزوم بكل مخزونه ال... شديد التناحر المرايا الواعية واللاوعية تتوازى وتتعاكس ثم تتحدب وتتقعر وأخيراً تتكسر شعور ولا شعور هيولي الإنسان العربي..هنا لا نواجه واقعية متلبطة كالديدان بقريب التراب وإنما واقعية تنبش أعماق الأرض اليباب وتلاحق الماء في هارب السراب! واقعية مضمخة بالأسطورة حتى نخاعها!
لا عجب إذا تحفز شكل هذه المغامرة الروائية تحفز المضمون.. فالحرف فيها لا يجر الاسم وإنما يفترع بكارته، والفعل لا يعمل في الأسماء وإنما يمارس فيها ساديته المطلقة، والحروف لا تعمل في الأفعال وإنما تحتلها في ضيم ما حق قاهر! أما الرموز فليست في عناق مستمرة وإنما في اختناق أشد استمراراً، لتعكس اختناقات الإنسان العربي بدخانه، دخان احتراقاته المتصلة في مذابح الثالوت المدنس، التي تتوالد توالد الجراد ولا نهوض له من الرماد إلا بزلزلة الأرض وانفجار البلاد، حتى ينهض قائماً على سوقه الواد.. واد هاجر المنقاد!
هذه الرواية المغامرة راويها (اللأبطال الرئيس) ذو تقلبات تقلب ما فيها من أصوات، ففي سرده المحموم إيقاع وانفلات من قيود الإيقاع.. يأسره الواقع الحق فيحلق فوق فتات الوقائع.. في أثناء أصواته المتطاحنة المتعانقة نجد بني التاريخي والمتخيل مواقعة مستمرة، فلا نعجب إذا وجدنا محاكاة محلقة رغم أثقالها تندمج في تخييل خالق مفارق، لكن يرسف في قيود الواقع العربي الساقط من حالق!