-
/ عربي / USD
يقف الفيلسوف الألماني في طليعة أقطاب الفلسفة المثالية المتعالية التي يقوم أتباعها بوجود الأجسام وجوداً مثالياً وينكرون وجود الأجسام نفسها والعالم وجوداً حقيقياً. تأثر شلنج بتطور العلوم في عصره وعنى منذ كتاباته الأولى بمشكلة الخطيئة بوصفها أسطورة فسر بها سفر التكوين الأصل في نشأة الشر الإنساني، سعى إلى تطبيق نظريته في الأساطير على أمثلة من الكتاب المقدس وقد اعتمد هذا المنهج في جميع بحوثه اللاحقة. وتعتبر السنوات التي أمضاها بين الأعوام 1796-1798 في ليبتسك من الفترات الخصبة في تطوره الروحي. إذ تحول خلالها من نظرية العلم إلى الفلسفة الطبيعية. والفلسفة عند شلنج موضوع مختلف عن موضوعات سائر العلوم وهي لا تتلقى موضوعها من العلوم الأخرى وإنما تعطي لنفسها موضوعها وتؤسسه لأنها لا تستطيع أن تستمده من التجربة مثل سائر العلوم، ولا من أي علم آخر أعلى منها.
كما أنها بأسرها من عمل الحرية، ولا ينبغي أن نحدد لها غرضاً معيناً ينبغي عليها أن تصل إليه بل غايتها في ذاتها وقد اعتقد شلنج دوماً أن الفلسفة السابقة كلها كانت فلسفة سلبية تفكر فيما لا ينبغي التفكير رمنه، ولا يرى بذوراً وإرهاصات للفلسفة الإيجابية إلا عمد أفلاطون (في طيماوس) وفي الأفلاطونية المحدثة وعند الثيوصوفيين ولدى اسبينوزا. والفلسفة الإيجابية بنظره تنطوي على إرادة الخروج من الذاتية إلى الموضوعية وهي فلسفة وجود تتطلع إلى الواقع، وـاخذ بالحقيقة الواقعية وتعمي بالحرية وتسير في حركة غير ديالكتيكية. أما فلسفة الطبيعة فمهمتها تتلخص في استنباط مبادئ إمكان الطبيعة، أي مجموع العالم المؤسس على التجربة. وترتبط مشكلة الحرية الإنسانية لديه بموقفه من الفلسفة والدين. وقد سعة إلى تحديد تصور الحرية لأن معناها ليس واضحاً وإيضاحه يحتاج إلى صفاء وعمق كما أراد بيان العلاقة بين معنى الحرية وبيم جماع النظرة العلمية في العالم. والكتاب الذي أراده الدكتور عبد الحمن بدوي أن يكون مدخلاً لفلسفة شبلنج يقدم صورة واضحة عن فلسفة الرجل وفلسفة عصره.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد