-
/ عربي / USD
"ففي صباح الجمعة، الثامن والعشرين من آذار، وكان يوماً بارداً، ألقاً، مشرقاً، ذهبت فرجينيا كعادتها إلى غرفة عملها في الحديثة، وهناك كتبت رسالتين، ولاهما إلى ليونارد، والأخرى إلى فانيسا، فهما اللذان تحبهما حباً جمّاً. أوضحت في كلتا السالتين أنها تسمع أصواتاً، وأنها تعتقد أنها لن تشفى، وهي لا تريد الاستمرار في إفساد حياة ليونارد. ثم عادت إلى المنزل وكتبت رسالة ثانية إلى ليونارد: "أيها الأعز، أنا واثقة أنني سأجن مرة أخرى، وأشعر أننا لا نستطيع أن نعاني مجدداً شيئاً من تلك الأوقات الفظيعة. إني لن أشفى هذه المرة. بدأت أسمع الأصوات، ولا أستطيع التركيز. لذا فأنا فاعلة على ما يبدو لي أنه أفضل شيء أفعله... لا أستطيع الاستمرار في إفساد حياتك، لا أظن أن هناك شخصين يمكنهما أن يكونا أسعد مما كنا" ف. وضعت هذه الرسالة على رفّ الموقدة في غرفة الجلوس، وفي نحو الساعة الحادية عشر والنصف تسللت إلى الخارج ومعها عصاها واتخذت طريقها عبر الحقول نحو النهر. ويعتقد ليونارد أنها ربما كانت ماتت قبل ذلك بمحاولة أخرى للغرق، إن كان الأمر كذلك فقد اذن من فشلها وصممت أن تتقن محاولتها هذه المرة. تركت عصاها على ضفة النهر وجست حجرا في جيب المعطف. ثم مضت إلى ميتتها، فكانت، كما سبق أن قالت لفينا، هي التجربة، هي "التجربة التي لن أضيعها أبداً". هكذا أنهت فرجينيا ستيفن حياتها التي كانت حافلة بالأحداث التي بدت في قسم كبير منها محزنة وأليمة وذلك بسبب المرض الذي ألم بهذه الأديبة المبدعة فرجينيا وولف كما كانت توقع أعمالها الأدبية والمتمثل بالانهيار العقلي (شبه الجنون).
وفي هذا الكتاب سيرة حياتها التي تابعها المؤلف من بداياتها ملقياً الضوء من خلال فصول على أصل عائلتها وأهم الأحداث التي عاصروها، موضحاً مكانة تلك العائلة وميزات كل فرد من أفرادها وصولاً إلى أبيها ستيفن الذي مع سيرة زواجه تبدأ رحلة فرجينيا في هذا الحياة. ولادتها تنشأتها، علومها، نبوغها الأدبي ونشاطاتها صداقتها وزواجها، كتاباتها، مرضها الأول، شفاؤها الذي مارست حياتها الطبيعية من بعده ثم مرضها ثانية، وفي ثالثة كان مصيرها المأساوي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد