-
/ عربي / USD
هنا قبل عام بركت الجمال، هرع العكامة والضوية والسقاؤون، جثا الدليل، وقيل نعال العربان.. شنف الحجاج آذانهم، وغامت ابتسامات غامضة على شفاه مقرّحة، وحيث أشارت البنادق، خفّ الحجاج، وغاص المحمل الشريف في بودرة الكون".
لقصائد نوري الجراح التي يجمعها هذا الكتاب والتي هي عبارات عن مجموعة منتقاة من أجمل ما كتب في دواوينه السابقة، لهذه القصائد حكايات شعرية تتضمن إحساساً محاكاتيا واضحاً، فهي في جهة مرسلات ذات طابع إبلاغي تعرض على نحو سببي صيرورة ذات، وتقدم في نظامها وتشكلها الحياة الموحية، والمرمزة لكل ما يحيط بنا من حكايات، وألغاز، وأحجيات، وقصص، وبؤر سردية، وصور، وتمثيلات، عبر وسائط ظاهرة وواضحة بشكل تام مثل المعينات، وهي الضمائر والظروف المكانية والزمانية، والموجهات الممكنة والحقيقة والتي تسمح بظهور التناقض والإمكان والاستحالة، والثنائيات التي تسمح بظهور تقابلات دلالية ولفظية، وتسمح بظهور تناقضات معرفية وفكرية وكيانية وجودية.
تقوم كل هذه العوامل الخطابية وهي عناصر أساسية بتنظيم الحكاية الشعرية وترتيبها لا على سبيل المشابهة، وإنما على سبيل "المجاورة"، فيبرز الصوت الدرامي في شعر نوري الجراح ليخلخل تمثيل التجربة الحسية، ويفك دمج الإدراك الحسي والخلق الشعري في وحدة آنية تستبعد كل ما هو خارج التجربة، أو خارج الحكاية الشعرية، ويتيح هذا الصوت تدفقاً محسوساً للوعي كي ينظم بشكل استطيقي الفوضى التي تحيط بالسرد وتخلخله.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد