سندباد الجديد" سلسلة تحتفي بأدب الرحلة وتتطلع، أسلفنا في سلسلة "ارتياد الآفاق"، إلى بعث واحد من أعرق ألوان الكتابة في ثقافتنا العربية، وذلك بتقديم... نماذج معاصرة من أدب الرحلة العربي، وهي سلسلة موازية للسلسلة التراثية "مائة رحلة عربية إلى العالم" التي شرعنا في إصدارها بدءاً...
سندباد الجديد" سلسلة تحتفي بأدب الرحلة وتتطلع، أسلفنا في سلسلة "ارتياد الآفاق"، إلى بعث واحد من أعرق ألوان الكتابة في ثقافتنا العربية، وذلك بتقديم... نماذج معاصرة من أدب الرحلة العربي، وهي سلسلة موازية للسلسلة التراثية "مائة رحلة عربية إلى العالم" التي شرعنا في إصدارها بدءاً من العام 2001، في إطار مشروع "ارتياد الآفاق".
تهدف هذه السلسلة إلى احتضان النصوص الحديثة في أدب الرحلة العربي، وكذلك نصوص الكتاب العرب عن المكان، والنصوص الأدبية المستلهمة من الأسفار ومدونات التراث الجغرافي العربي والإسلامي في مسعى قصده تشجيع المؤلفين على مقاربة هذا اللون من الأدب القائم على الخبرات الشخصية في العلاقة مع المكان، والحركة عبره، والإطلال على الطبيعة والناس والعمران وما تذخر به الحياة الحديثة في الجغرافيات المختلفة من اختلاف في أحوال الإنسان، معاشه ونشاطه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وميوله وتقاليده وحياته الروحية.
معروف أن يوميات المسافرين ومدوناتهم الشخصية تشكل في الثقافات الأخرى مكتبة قائمة في ذاتها وتعتبر كتب أدب الرحلة من أمتع المؤلفات وأكثرها رواجاً على اختلاف قيمتها الأدبية، وتنوع الموضوعات التي طرقها كتابها.
تأتي هذه الرحلة البحرية التي تنطلق من الشواطئ السورية إلى أقاصي البحر الأسود، عبر ما سماه العرب (بحر الروم) مروراً ببحري إيجة ومرمرة وعشرات الجزر التي ملأت ملحمتي الإلياذة والأوذيسة. من المتوسط الأشبه بنمر جميل كما يصفه المؤلف، والذي احتشدت في زرقته مراكب التجارة والحرب، ونهضت على ضفافه المدائن والحضارات، إلى البحر ألأسود الشبيه بتمساح، يطلق الرحالة لمخيلته الجامحة عنانها في وصف المناظر الواقعة تحت عينيه، واستعادة الأسطورة وأطياف أبطالها. شريط من البشر والآلهة يعبر هذه اليوميات بقلم شاعر مرهف وناثر مقتدر.