الإسرائيليات هي المرويات التوراتية التي دخلت أعمال المؤرخين والمفسرين العرب، وأهمية دراستها ذات منطلقين: أولهما، لما لها من وجود-لا نقلل من أهميته... -في نسيج الخطاب الثقافي العربي، حيث شكّل إحدى المرجعيات الأساسية التي استند إليها في تكوين أنساق معرفية متعددة تتصل بنشأة...
الإسرائيليات هي المرويات التوراتية التي دخلت أعمال المؤرخين والمفسرين العرب، وأهمية دراستها ذات منطلقين: أولهما، لما لها من وجود-لا نقلل من أهميته... -في نسيج الخطاب الثقافي العربي، حيث شكّل إحدى المرجعيات الأساسية التي استند إليها في تكوين أنساق معرفية متعددة تتصل بنشأة الكون وبجوانب أخرى كثيرة وحقب عديدة من تاريخ البشرية. أما الآخر، فلما صنعته الإسرائيليات-وبالتأكيد إلى جانب عوامل أخرى-وهي ذات المنشأ والمضمون الأسطوريين، من انحرافات مشوّهة في بنية الخطاب الثقافي العربي باتجاه تقبّله للعقل الخرافيّ كمصدر للمعرفة وسبيل إليها.
وإذا كان قصد المؤلف المباشر هو البحث في الإسرائيليات نفسها، بما هي وكما هي متفشية في الكتابات التاريخية العربية، فإن الغاية الأبعد التي يسعى إليها هي تقديم "دراسة حالة"، متّخذاً من الإسرائيليات نموذجاً، للكيفية التي سيطرت بها الخرافة على جانب من العقل العربي حتى أصبحت بعض مكوناته؛ وبذلك فإن طموح الكاتب هو أن تكون هذه الدراسة إحدى المقدّمات لجهد أكثر اتساعاً من مجرد التأريخ، جهد يشمل برحابه تجديد قراءة التراث باستخدام أدوات النقد والتفكيك، من أجل إعادة تركيب الماضي على أسس أكثر عقلانية وعلمية، ومن أجل تحريره من الذاكرة الأسطورية.