قصة النبي، لـ جمال القواسمي، من أجمل القصص التي نشرتها صحيفة دفاتر ثقافية، يحاول الكاتب من خلال الفانتازيا والنزعة الغرائبية، التي تذكرنا بأعمال ك... افكا الإبداعية، أن يعري الواقع السائد بما يشتمل عليه من ظلم وقسوة وتخلف وشقاء. يبدأ الكاتب قصته بجملة حيادية تماماً: سمع...
قصة النبي، لـ جمال القواسمي، من أجمل القصص التي نشرتها صحيفة دفاتر ثقافية، يحاول الكاتب من خلال الفانتازيا والنزعة الغرائبية، التي تذكرنا بأعمال ك... افكا الإبداعية، أن يعري الواقع السائد بما يشتمل عليه من ظلم وقسوة وتخلف وشقاء.
يبدأ الكاتب قصته بجملة حيادية تماماً: سمع وديع طرقات خافتة على باب بيته. لاحظوا اسم البطل: وديع! ولاحظوا كذلك: طرقات خافتة! لكن مفاجآت صاخبة تحدث بعد هذه الجملة الوديعة.
في مثل هذه المواقف، تتقدم السخرية المرة لتشكل مع الغرائبية وأجواء الفانتازيا أسلوباَ ممتعاً وجديداً في السرد القصصي، يستطيع الكاتب من خلاله أن يتخطى الطروحات الفكرية المألوفة في مرحلة التحرر الوطني التي نجتازها، والتي تحضنا دوماً على تمجيد الشعب والتغني بعظمته، بحيث يبيح لنفسه القول إنه لا يحب مدينته ولا أهله ولا بيته أو جيرانه!..
بل إنه يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حيث يقول: لم يسترح إلا حينما دفن أمه وأخته وإخوانه وأهل حارته وزملاء له وأبناء شعبه. ولكنه لم يفعل ذلك حباً في تدمير الذات أو سعياً وراء رغبة عبثية، وإنما للتبشير بـ "مدينة جديدة، وحب جديد، ومصاعد جديدة. وهو ما يعطي القصة فرادتها المتميزة.
محمود شقير