إن عسكرة المجتمع ليست حكم أصحاب الخوذات، ولكنها حكم النظام العسكري ذاته. فكم من عسكريين حققوا حكم المجتمع المدني. وكم من مدنيين حكموا حكماً عسكريا... ً. يعتبر موضوع هذا الكتاب، رغم صرامته الموضوعية والأكادمية من الموضوعات الجذابة والمشوقة، نتيجة الإخفاقات والإنكسارات...
إن عسكرة المجتمع ليست حكم أصحاب الخوذات، ولكنها حكم النظام العسكري ذاته. فكم من عسكريين حققوا حكم المجتمع المدني. وكم من مدنيين حكموا حكماً عسكريا... ً.
يعتبر موضوع هذا الكتاب، رغم صرامته الموضوعية والأكادمية من الموضوعات الجذابة والمشوقة، نتيجة الإخفاقات والإنكسارات العسكرية الكثيرة التي منيت بها المؤسسة العسكرية العربية في الفترة (1948-1970) والتي كانت موضع سخط واستياء من قبل الشارع العربي.
وهذا الكتاب لن يتناول شبكة العلاقات بين رجال الحكم العسكريين، كما لن يتطرق إلى أصول الضباط الاجتماعية والقبلية والطائفية، أو عرض سيرة الانقلابات العسكرية في العالم العربي. فهذه الموضوعات قد طرقها باحثون من قبل في حين يركز هذا الكتاب على السلبيات والإيجابيات ومستقبل المجتمع العسكري العربي. وعلى الجوانب الجديدة في المجتمع العسكري العربي باعتبار أن المجتمع العسكري العربي أصبح ظاهرة كبيرة وواسعة في العالم العربي. وهو يحكم اليوم جزءاً كبيراً من العالم العربي.
لقد ظل الخوض في أمور المؤسسة العسكرية العربية من المحرمات في الأدبيات العربية المعاصرة، مثلها مثل الدين والجنس والسياسة. وفيما لو علمنا أن المؤسسة العسكرية وأمورها لها علاقة واضحة وقوية بالدين والجنس والسياسة كذلك.
ومن هنا فإن السكوت عن هذا "المحرم" السياسي في التأليف العربي. لا يتناسب وحقائق فكرية وسياسية كثيرة يستعرضها المؤلف في كتابه هذا.