-
/ عربي / USD
أطلق خالد ابتسامة عريضة لدى دخوله من الباب، بينما تراجع أبو مرزق وانحنى. وهكذا أتت الشاب الذي جعل الأيام القليلة الماضية حافلة بالأحداث!" قال الملك حسين. مشي متجاوزاً أبو مرزوق واتجه ليصافح يد مشعل، ولكن رغم أنه لم يلاق صعوبة تذكر بالإمساك ببطاقات التهنئة إلا أن خالد لم يستطع بالكاد أن يرفع ذراعة أعلى من بضع بوصات لتعود يده إلى الهبوط إلى الملاءات. قال وهو ينظر إلى يده "لم يعد جسمي إلى العمل بشكل صحيح بعد يا صاحب الجلالة" وضع الملك يده فوق يد خالد وربت عليها: "لا تتحرك من أجلي أنت بحاجة إلى الراحة". عاود مشعل رفع رأسه مرة أخرى. شاهد القبول في غيب الملك. "يخبرني أطباؤك أنه لو لم تكن رجلاً بهذه الضخامة لما تمكنو من إنقاذك. إنهم رجال فاضلون. لقد أئتمنتهم على حياتي في مناسبات عديدة. أريد أن أفترض أن هذه هي أطلو إقامة لك في أي مستشقى؟" لم أدخل أي مستشفى أبدى سوى عند ولادة أبنائي". نظر الملك حسين تحت الأزهار ورأى الآلات التي ما زالت متروكة في غرفة خالد، وهو يحصيها داخل رأسه. "أتمنة لو أنني لم أكن صاحب خبرة طويلة بهذه الأماكن وذلك..." ابتسم خالد للمرة الثانية، محتاراً في أساسلوب الا: "يخبرني الإخوة أنك أنقذت حياتي". نقض الملك رأسه ولدّح بيده: "لا، لا . لقد فعلت ما يمكن أن يفعله أي عربي كان بوسعهم احتلال هذه البلد قبل خمسين سنة. وكان شعبي سيتعطن الخيامة بدلاً من أبناء شعبك، أو ربما كلاهما لا أدري. إن مساعدة إخوتنا في فلسطين واجب علينا". أشكرك يا صاحب الجلالة". تناول الملك يده مرة أخرى. جاء صوت هرير من خارج الشباك: "أتمنى لك الشفاء السريع يا خالد". ارتفع الصوت أكثر. نظر الملك باتجاهه" أعتقد أن مريضي الأخر المهم جداً قد وصل في أمان الله يا خالد". مشي خارجاً محاطاً ومتبوعاً بأفراد حرسه الذين شكلوا أثناء مسيرة دائرة صلبة حوله. عاد أبو مرزوق بعد لحظة. لم يكن خالد قد لاحظ أنه غادره سأل أبو مرزوق "كيف نصت الزيارة؟". ارتفع الضجيج في الخارج إلى درجة اضطراب أبو مرزوق لرفع صوته. "ما هذا الصوت؟" سأل خالد. "لم لا تلقي بنظرة؟" اتجه أبو مرزوق إلى الشباك وفرق الستائر ثم عاد إلى السرير وأسند خالد جاك حتى يتمكن من النظر فوق حافة الشباك كانت هناك مروحية محاطة بحشج من الرجال تعرف خالد عليهم لكونهم أعضاء في أحذية حماس. رفعت حمالة صغيرة وانزلقت في مؤخرة الطائرة وجرى تمديدها من فوق رؤوس النشطاء المنتظرين. من هو ذاك؟" أعاده أبو مرزوق ليرقد في الفراش" لقد أجبر الملك الاسرائيليين على الإخراج عن قاربة منه من الأخوة. بمن فيهم القائدا. "أرفقي ثانية!" نفذ أبو مرزوق الضخم ما طلب منه ورفع خالد رأسه لينظر. نعم لم يكن هناك مجال للخطأ بشأن الشخص، الشكل المفرق في الصغر يكاد يضيع وسط البطانيات هو الشيخ أحمد ياسين ولا أحد غيره... قال أنزلني" وعندما لامس رأسه الوسادة، رأى أبو مرزوق وجه خالد يتفضن لتمتلئ العينان السوداوان بالدموع، لأنه يعرف الصدمة حين يراها ولخشية من أن ينخرط في الكاء بدوره، استدار متبعداً وأشغل نفسه في إزاحة بعض الأزهار إلى الناحية القصبة نم الغرفة حتى استعاد خالد السيطرة على أعصابه. حدث ترحيب آخر في وقت لاحق من ذلك اليوم بعودة أبو يوسف وظهورة؛ رأسه معصوبة عبر الجبين برباط عريض، حيث قام الجرحون بتقطبيه بعد العرال مع برون وستتاين. اتخذ مكانه بعد محادثة قصيرة خلف خالد، حيث دخلت مجموعة كبيرة من رجال ونساء الصحافة، وبدأوا يعدون الترتيبات لمؤتمر صحفي... ذهب السؤال الأول إلى رندة حبب" سيد مشعل، اسمح لي أولاً أن أهنئك على تعافيك. ما هو الشيء الأهم في رأيك الذي ستحمله معلك في الأيام القليلة الماضية؟... بدأ أكثر حبية وتنكراً لا أعرف حقيقة.. الاحتمال الأكبر هو أن الشيء الرئيسي هو أن القواعد التي وضعت بشكلها السابق قد تغيرت. اعتقد أن هذه خطوة إلى الوراء لقد سمت حماس على مدى سنوات إلى تحرير فلسطين فينفي عليهم أن يعلموا بأننا مستعدون لفعل الشيء نفسه" .. ارتفع في النهاية صوت مراسل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني فوق أصوات الأخرى. سأل " يا سيد مشعل، لو كان رئيس الوزراء نتنياهو موجوداً هنا في هذه اللحظة ماذا يمكن أن تقول للرجل الذي أصدر الأمر باغتيالك؟" ساد الصمت رواادا ملامح مشعل مسحة في منتهى الجدية." الصحيح هو أنه باعتبار أن مقاتلي حماس الشجعان هم الذين وضعوا نتنياهو في موقعه في المقام الأول، فإنني سأطلب منه أن يظهر لنا قليلاً من الامتنان في المقابل". انفجر المستمون ضاقلين روربت أبو مرزوق الذي أطلق ابتسامة واسعة هذه المرة، على ظهر مشعل". بين الحقيقة والخيال تمضي أحداث هذه الرواية لتحكي قصة محاولة اغتيال خالد مشعل، حيث تم ارسال خمسة عملاء للموساد الوكالة الإسرائيلية للإستخبارات الخارجية إلى عمان، متنكرين بهيئة سواح كنديين. كمنوا للسيد مشعل في الشارع ورشو السم في أذن اليسري ما تسبب له بشلل تدريجي وكان يأملون أن يؤدي ذلك إلى موته خلال 48 ساعة. لكن خالد مشعل نجا وعاش. وقد دفه هذا الحادث إلى تقليد مشعل منصباً قيادياً في حماس، هذا القرار وجد لدى الكثير من الدول العربية الدعم الذي يحتاج إليه بشدة. ولحسن حظ مشعل، وبالمقابل لسوؤ خط نتنياهو، فقد نجم عن هذه المحاول في اغتيال خالد مشعل مسائل ونتائج مغايرة جاءت بعكس آمال وتطلعات ما كان نتنياهو ينتظره، وما كان يطمح إليه من وراء قد بيداته هذه وعليه نقد جاء هذا السم الذي رشه هؤلاء الذين ساهموا في محاولة اغتيال خالد مشعل بمثابة التريات له. والذي ساعده على المضي في عمله من أجل وطنه. على أمل اجتثاث السرطان الصهيوني من جسد فلسطين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد