-
/ عربي / USD
(متى يختفي الآخر مني) مجموعة قصصية للكاتب العراقي عبد الستار ناصر تعزف على وتر العلاقة التاريخية الملتبسة بين المثقف والسلطة، في عالم مرجعي يتكامل فيه القمع السياسي مع ازدواجية المعايير التي تمارسها السلطات في تعاملها مع الكتَاب، فمن يقبل أن يكون كاتب السلطان لا خوف عليه، أما أمثال عبد الستار ناصر وأصحاب الكلمة الحرة فمن يرد ذكرهم في هذه المجموعة والذين كلما تذكرهم بكاهم: يوسف الصائغ وكمال سبتي ومحسن اطيمش وغيرهم كثير"، سوف تترصدهم السلطة، وتحصي عليهم أنفاسهم، وتتربَص بحركاتهم وسكناتهم، تلك هي ثقافة القمع المخابراتي الثيمة الرئيسية للعلاقة بين السلطة والثقف التي حاول إظهارها عبد الستار ناصر في مجموعته هذه عارضاً لتعدد آليات الدفاع عن الوطن من قبل رفاق الدرب، والتي عجزت على تعددها عن إحداث التغيير في ظل النظام الأسبق في العراق "فالمواطن الصالح يذهب بهدوء ويضع القيد بنفسه، ويحي رأسه، وإذا ضربه المخبر على الخد الأيمن يعطيه الخد الأيسر، المواطن الصالح جداً، ولا نقاش في ذلك، المواطن حزين مرعوب عاطفي منتهك ذليل كئيب مهموم..." تلك هي الصورة القاتمة لسبعة عشر قصة قصيرة هي "آخر قصص الراحل عبد الستار ناصر" كتبها وهو في منفاه الكندي، وكما يقول: "قصصي وأنا، نتجول في كندا، حقائبنا فارغة، أوراقنا بيضاء حليبية كما القيمر، لكنها دون طعم ولا رائحة، الوطن يمشي من رعب إلى رعب أكبر، أريد أن أكتب عن المسالخ، عن الضحايا، عن الروح الآيلة للسقوط، السقوط في الخيبة إلى أقصاها، لكن مصيبتي تكمن في الفراغ، فراغ في الجسد، فراغ فيما أرى، فراغ الآخر الذي اكتشفت عيوبه وخياناته في نهاية عمري، فراغ بالمسافة التي تبعدني عمن أحب، ياه كم هو شاسع ورهيب حجم المسافة المظلمة بيني وبين نفس التي ضاعت!".
هي سبعة عشر قصة، تأخذنا، ربما إلى هذا الحذر، الذي كان يخشاه عبد الستار ناصر، إلى هذه الهواجس التي تشكل الكتابة في النهاية، فالكتابة ليس إلا هواجس من يكتب، من هنا تأتي هذه المجموعة بمثابة وثيقة حقيقية، لكاتب عراقي حر وملتزم لم يجد سوى القلم سلاحاً للدفاع عن وطنه...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد