-
/ عربي / USD
في هذا المجلد الرابع من أعماله الشعرية، يقدم لنا الشاعر خزعل الماجدي عمله الشعري الذائع الصيت (خزائيل) الذي كتبه ونشر بعضه في ثمانينات القرن الماضي وأحدث تحوّلاً في كتابة الشعر العراقي الحديث (داخل العراق) في حينها، فكان أشبه ما يكون بالشرارة التي فجّرت كتابة (الشعر عن طريق النثر) أي بمعنى آخر (قصيدة النثر والنثر الشعري والنص المفتوح) التي أصبحت فيما بعد هي السائدة هناك بعد هذا العمل، فقد كان ملهماً لجيله وللأجيال اللاحقة التي اختطّت لها طرقاً جديدة ومختلفةً.
وإذ يرى الشاعر أن "خزائيل" عملٌ شعريٌّ غنوصيّ (عرفاني) بمجمله لكنه يعدّه أيضاً نصاً مفتوحاً من حيث الإجراء.
ينسج الماجدي (الأسطورة الشخصية) له، في هذا العمل، بصبر ودأب قلّ نظيرهما، وهو إذ يستبطن تاريخه الروحي والجسدي فإنه يستلهم من تراثه الرافديني شحنات القاع الأكثر عمقاً في العمل، كذلك يفتح عينيه على التراث الغنوصي والمندائي والهرمسي ويجعل منه هيكلاً شاملاً للعمل حيث يتتبع رحلة الروح / الجسد في غبار الزمان نحو الروح الكليّة ويتّضح العود الأبدي في رجوعه إلى ماضي الخليقة والإتحاد بالإلهة الأم والهيولى الكونية الكاؤوسية، وكأنه يربط روحَه وأسطورته بروح وأسطورة العالم.
يمكن القول أن هذا العمل هاضمةٌ كبرى لأنواع شعرية كثيرة ولمذاقات قديمة وحديثة كانت النواة لأعماله السابقة واللاحقة، ففيه السحر والأسطورة والجنس والفولكلور والحروفيات والتصوف واللذّة والغناء والرسم والصورة والرموز… إلخ، وهو يجمع الغموض مع الوضوح في واشج كامل، ومهما اختلفنا في تقييم هذا العمل لكننا لن نختلف على ما يحمله من الشعرية وقوة الروح والوعي والبصيرة النافذة.
خزائيل عملٌ منفذٌ باثني عشر كتاباً لكنه نصّ واحد متّصلٌ في حقيقة الأمر، ملحمةٌ عرفانية تسجل سبقها الفريد في تاريخ الشعر، وتأخذ الشعرَ إلى عوالم لا عهد له بها وهو ما يجعلها قابلةً للقراءة في كلّ عصر مثل الأعمال الكلاسيكية رغم حداثتها المتطرفة… وهذه هي مفارقتها الكبيرة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد