لم تكن التحولات التي شهدتها القصة القصيرة في العالم العربي أقل جذرية وعمقاً من التحولات التي شهدها الشعر والرواية خلال الأعوام الخمسين الماضية، وا... لتي يمكن اعتبارها العمر الحقيقي لأدبنا الحديث، بل لا نكون قد ذهبنا بعيداُ إذاً ما قلنا إن حجم التنوع داخل القصة القصيرة على...
لم تكن التحولات التي شهدتها القصة القصيرة في العالم العربي أقل جذرية وعمقاً من التحولات التي شهدها الشعر والرواية خلال الأعوام الخمسين الماضية، وا... لتي يمكن اعتبارها العمر الحقيقي لأدبنا الحديث، بل لا نكون قد ذهبنا بعيداُ إذاً ما قلنا إن حجم التنوع داخل القصة القصيرة على مستوى البناء واللغة والحساسية كان يتجاوز، فلي حالات كثيرة، حجم التنوع في بقية الفنون الأدبية.
إن أوج القصة الذي بلغ ذروة حضوره في الستينات والسبعينات، عب رموزه الذين تحولوا إلى آباء كبار، ما لبث أن امتد ليغطي مساحة واسعة من العالم العربي، معبراً عن ذاته في تأكيد حضور القصة القصيرة كواحد من أبرز الأنواع الأدبية الأخرى، حيث شهدت الفترة اللاحقة تنوعاً خلاقاً مغايراً وإن لم يكن بالضرورة منبتاً أو متجاوزاً على الدوام لمنجزات مؤسسي قصتنا العربية الحديثة.
محور (أفق التحولات في القصة القصيرة) الذي نظمته دارة الفنون مؤسسة عبد الحميد شومان، على مدار عام تقريباً، يضم شهادات ونصوصاً لعدد من أبرز كتاب القصة، وقد جاء انطلاقاً من إيمانناً العميق بالمنجز القصصي العربي وأثره الجمالي والإنساني المتحقق بعيداً عن أي قول متعسف يروج لتقدم نوع أدبي على حساب نوع آخر، ومن إيماننا بأن الفعل الثقافي الحقيقي مرجعة الإبداع الحقيقي لا القول السهل.